الثلاثاء 16 ابريل 2024
إيران ولعبتها مع إسرائيل
الساعة 01:27 صباحاً
محمد عبدالله القادري محمد عبدالله القادري

لو كنا نعلم ان إيران هدفها إسرائيل وتقف ضدها بحق وحقيقة ، لكنا جميعاً مع إيران نساندها ونقف معها ونجتمع خلفها ، ولكن نحن نقرأ التأريخ ونفهم الواقع وندرك المؤامرة ولسنا أغبياء ، وندرك جيداً ان إيران أكبر من يخدم إسرائيل وإسرائيل اكثر من يستخدم إيران ، وما بعض الاحداث التي تحاول ان تظهر عداء لإسرائيل مع إيران كالقيام باغتيال قيادات إيرانية ونسبها  لإرائيل او قصف مواقع إسرائيلة ونسبها لإيران ، ليست إلا لعبة من قبل الطرفين هدفها خلق تضامن عربي شعبي مع إيران والتفاف معها بطريقة تخادع العرب وتخدم مشروعي إيران وإسرائيل في المنطقة العربية.

ألا تلاحظون انه في السنوات الاخيرة حصل نوع من الموت للقضية الفلسطينية في الشارع العربي ، والسبب يعود لإيران التي تقود مشروع تخريبي في المنطقة العربية خلقت العداء والحرب مما جعل انظار الشارع العربي وصفوفه منشغلون بمواجهة مع مشروع إيران واصبحوا في مرحلة دفاع عن اوطانهم من مشروع إيران بدلاً ان كانت انظارهم متجهة نحو مرحلة توجه نحو فلسطين لتحريرها من مشروع إسرائيل.
وهكذا اسرائيل تستخدم إيران للتخريب في الوطن العربي بطريقة تشق الصف العربي وتشغلهم وتسلب انظارهم عن قضية فلسطين.

لو كانت إيران هدفها إسرائيل لما توجهت نحو احتلال الاوطان العربية وشق صفوفهم وشن الحرب على العرب ، بل كانت ستعمل من موقعها في طهران على تحسين علاقة مع الانظمة العربية وتعاون وتوحيد الصف وفق التوحد نحو القضية الفلسطينية لتحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي.
ولو كانت إيران هدفها إسرائيل لكانت اتجهت نحوها من اقرب المواقع جنوب لبنان عبر حزب الله وشنت معركة لتحرير القدس ولما جعلت هذا الموقع في محل توقف  وسلام لا يشكل خطورة على إسرائيل.

 اقرأوا التأريخ.
عمر بن الخطاب او من حرر القدس في عهد الاسلام ، وكان يفترض ان تحمل له إيران كل الحب والاجلال كحب للقضية الفلسطينة ، ولكن عداءهم لعمر وكرههم له يتحد مع كره اليهود والصليبين لهذا الخليفة.
اقرأو التأريخ ستجدون ان الطائفية التي رعاها المشروع الفارسي هي من فرقت المسلمين واثارت الصراع الداخلي بينهم  كانت سبباً لعودة الصليبين لاحتلال المسجد الاقصى ، وان صلاح الدين الايوبي عندما اراد تحرير الاقصى بدأ اولاً بالقضاء على تلك المشاريع الحاكمة الموالية فكرياً لإيران كالدولة الفاطمية ثم اتجه لتحرير القدس ونجح في ذلك ، وهذا ما يعني اننا اليوم بحاجة للقضاء على المشاريع التابعة لإيران في المنطقة العربية ثم نتجه لتحرير القدس لأن تلك المشاريع اكبر عقبة تقف امام تحرير فلسطين.
اقرأو التأريخ ستجدون انه ليس هناك اي قائد إسلامي عربي  يتبع فكر إيران قام بتحرير القدس بل ليس هناك اي قائد فارسي او تركي ، انما الذين حرروا القدس هم قادة إسلاميون سنة عرب.
اقرأوا التأريخ ستجدون ان مشاريع الاحتلال للوطن العربي بإسم الاسلام كمشروع إيران او الاتراك هي من جاءت بالاحتلال الغربي والاوروبي للمنطقة العربية وتم تقاسم الاوطان العربية بين مشاريع احتلال فارسية واتراك وغربية كفرنسية وبريطانية وايطالية وغيرها.

 يتحد مشروع إيران مع مشروع إسرائيل في المنطقة العربية في تقاسم الهدف ويتفقان في تقاسم المخطط.
إسرائيل هدفها القدس وإيران هدفها مكة.
إسرائيل تريد اقامة دولتها من النيل إلى الفرات لتسيطر على الشام والعراق وإيران تريد ان تتوسع دولتها لتسيطر على الخليج واليمن ، وما سيطرة إيران على بغداد وبيروت ودمشق إلا تمهيداً لتسليمها لإسرائيل مستقبلاً بعد ان تقوم الاخرى بدعمها بشكل غير مباشر للسيطرة على الخليج واليمن وتصبح المنطقة العربية منقسمة بين سيطرة مشروع فارسي ومشروع إسرائيلي.

 لو كانت إيران تشكل خطراً على إسرائيل لما تم التساهل معها منذ امتلاكها للنووي ، ولكان القضاء عليها قد تم من البداية.
إيران تمتلك جيش اسمه فيلق القدس ، ولكنها ترسل هذا للجيش وخبراءه وتستخدمه نحو احتلال الاوطان العربية وعمرها ما ارسلت يوماً خبيراً او قائداً او مجموعة منه لفلسطين ليحاربوا إسرائيل.
إيران تمتلك اسلحة عسكرية متطورة ولكنها تستخدمها لشن معركة في اليمن والقيام بقصف مكة والمملكة بالطيران المسير والصواريخ الباليستية وعمرها ما اطلقت طائرة مسيرة نحو اسرائيل او قصف تل أبيب بصاروخ واحد.
إيران ترفع شعار الموت لإسرائيل ولكنها قتلت مئات الالاف من المسلمين العرب وعمرها ما قتلت يهودياً واحداً.

 لا فرق بين إيران وإسرائيل في عدواتهما للعرب المسلمين  وسعيهما نحو احتلال الاوطان العربية.
إلا ان إيران تعتبر اخطر من إسرائيل ، فإسرائيل عدو ظاهر ومعروف ، وأما إيران فهي عدو باطن ينخر من الداخل بطريقة تظهر بإسم الاسلام  وتستخدم المسلمين ضد المسلمين والعرب ضد العرب .

 نحن الآن في مرحلة دفاع عن مكة وتأمينها عبر التصدي لمشروع إيران في اليمن ، وبعد تحرير اليمن منه يجب الانتقال للتصدي للمشروع الإيراني في العراق وسوريا ولبنان ، وبعد التخلص منه سنكون قادرين بعدها للتوجه نحو التخلص من المشروع الإسرائيلي وتحرير فلسطين.
فتأمين مكة يأتي من التخلص من مشروع إيران باليمن وتحرير القدس يأتي من التخلص منه في العراق والشام.
لأن ذلك المشروع اكبر من يخدم إسرائيل وتوجهه نحو احتلال  مكة يعتبر تأمين لمشروع احتلال إسرائيل للقدس ، ومن تأمين مكة ينطلق مشروع تحرير القدس.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار