الخميس 18 ابريل 2024
إحاطة مبعوث أمريكا وإيجاد قوات جوية لليمن
الساعة 12:48 صباحاً
محمد عبدالله القادري محمد عبدالله القادري

إحاطة المبعوث الأمريكي إلى اليمن التي أدلى بها أمام مجلس الشيوخ الأمريكي ، كان فيها نوع من الجزءية وعدم تشخيص المشكلة بشكل حقيقي في المجال العسكري وهو ما يعني ان هذه الاحاطة تخدم مشروع إيران في اليمن بشكل غير مباشر.

 هذه الاحاطة التي قال فيها المبعوث انه يسعى لجعل اليمن خالي من التدخل العسكري لجيرانه ويقصد بذاك التحالف العربي ، وايضاً تصريحات المبعوث قبلها التي قال فيها ان إيران تقدم دعم عسكري كبير للحوثي وفتاك .
هذا الكلام يوضح عن سياسة أمريكا تجاه الحرب في اليمن ، وهي انها تريد ان تجعل موقف التحالف بمثابة المتدخل بينما تجعل موقف إيران بمثابة تقديم الدعم ، وهذا طبعاً يخدم إيران ، وقد تريد أمريكا ان تتجه نحو ايقاف الحرب باليمن بطريقة اتفاق اولي يقتضي ايقاف تدخل التحالف العربي في اليمن مقابل ان تتوقف إيران عن تقديم الدعم ، وهذا سيفيد إيران لأنها ستستطيع ان تدعي انها توقفت عن تقديم الدعم بينما تقديم الدعم سيظل بشكل غير ظاهر ، اما التحالف فتدخله عسكرياً بشكل ظاهر عبر الطيران وتوقفه عن التدخل معناه توقف طيرانه وسلاحه الجوي.

 لمواجهة سياسة أمريكا يجب التفريق بين قانونية تدخل التحالف الذي جاء عبر طلب الدولة اليمنية ومواثيق الجامعة العربية ، وعدم قانونية تقديم الدعم الإيراني للحوثي في اليمن.
وهنا يتضح ان أمريكا التي تدعي سعيها للحفاظ على سيادة اليمن من خلال رفض تدخل التحالف في اليمن انما هي تدخل في سيادة اليمن كون تدخل التحالف من صلاحيات الدولة اليمنية ولا يصح لأمريكا ان تتدخل او تقف ضد صلاحيات الدولة.

الأمر الآخر يجب ان يكون شرط ايقاف تدخل التحالف متعلق بقيام الحوثي بتسليم كلما ما لديه من سلاح جوي كصواريخ وطيران مسير وكل الأسلحة.
بالإضافة إلى تجريم استخدام الحوثي للطيران المسير والصواريخ وغيرها ضد اليمنيين وضد المملكة.
لأنه اذا تم ايقاف تدخل التحالف مقابل التزام الحوثي بعدم استهداف المملكة سيظل الحوثي يستخدم هذه الاسلحة داخل اليمن ضد الاطراف المناهضة له في المعركة وهو ما يؤهل الحوثي لكسب معركة داخلية في حالة غياب طيران التحالف لأنه يمتلك جيش ميداني وسلاح جوي بينما الاطراف المناهضة له تمتلك جيش ميداني ولا تمتلك قوات جوية من طيران وصواريخ باليستية وغيرها.

كما هو معروف ان اليمن كانت تمتلك قوات جوية من طيران حربي وصواريخ وغيرها واستولى عليها الحوثي بالاضافة لتزويده من إيران بالطيران المسير وهذا ما يوضح ان الحوثي لديه نوع من القوة في السلاح الجوي وقادر على اخفاءه مما يقوده للقيام بعملية انقلاب آخر بعد مصالحة او اتفاق قادم لايقاف الحرب وخوض صراع مستقبلي يمكنه من سيطرة اخرى.
ولمواجهة هذا السلاح يجب ايجاد قوات جوية لليمن في المناطق المحررة لمحاربة مشروع إيران ، أي لابد ان يكون هناك طيران وصواريخ وقوات دفاع جوي منسوبة لليمن وتقوم من داخل اليمن لقصف الحوثي بل ولقصف إيران ايضاً ، وبدل ان تقوم إيران بدعم الحوثي في اليمن واستخدامه لقصف اليمنيين والمملكة بطيرانه وصواريخه ، يجب ان يكون هناك قوات جوية يمنية لقصف الحوثي ولقصف إيران من داخل اليمن كرد عليها باعتبارها معتدية على اليمن.
بل ان هذا بمثابة تأمين اليمن مستقبلاً من مشروع إيران وجعلها قادرة من الدفاع على نفسها في حالة تخلي التحالف عنها نتيجة ضغوط دولية سواءً في ظل المعركة العسكرية الحالية او بعدها ، اي قبل الحسم او بعده وبظل الحرب او توقفه ، ويجب التوجه لايجاد قوات جوية من الآن تحسباً لأي متغيرات واحتياطاً واستعداداً لأي قادم.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار