آخر الأخبار
السبت 7 ديسمبر 2024
عندما نعود لقراءة القرآن الكريم، نجد أن بعض الأشخاص ينسبون لأنفسهم فضائل خارقة تتجاوز حدود المنطق والعقل، ويأتي في مقدمتهم من يسمون أنفسهم "بني هاشم" أو "آل البيت". هؤلاء الذين يدّعون أنهم يحملون صفات خاصة تجعلهم أفضل من باقي البشر، بل إن بعضهم يذهب إلى أبعد من ذلك ليقول إنهم "معصومون" من الأخطاء والذنوب، وكأنهم فوق الناس في مرتبة يصعب الوصول إليها.
لكن المدهش في كل هذه الادعاءات هو غياب أي ذكر صريح لبني هاشم أو آل البيت في القرآن الكريم. نعم، نحن نتحدث عن كتاب الله الذي لم يترك مجالا للغموض عندما يتعلق الأمر بالحديث عن الأنبياء والأمم السابقة. فنجد أن بني إسرااائييل ذُكروا أكثر من أربعين مرة في القرآن، وخصَّهم الله بالحديث المباشر عن نعمائه عليهم وعن ابتلاءاتهم، وعنهم قال الله: "يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ" . لكن حينما نأتي إلى بني هاشم؟ لا نجد أي ذكر.
يأتي هنا السؤال المهم: لماذا؟ إذا كانوا حقا بهذه الأهمية التي يدعونها، فلماذا لم يذكرهم الله في كتابه؟ إن كان الله قد اختار التحدث عن بني إسرائيل بهذا التفصيل، فلماذا أغفل ذكر بني هاشم، وهم الذين يزعمون أن لهم فضائل لا تحصى؟ هل نسيهم الله؟ بالطبع لا.
في القرآن الكريم، الله سبحانه وتعالى أوضح بجلاء أن الفضل والتفوق لا يعتمد على النسب أو القبيلة، بل يعتمد على العمل الصالح والتقوى. قال الله: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ".
وبهذا وضع معيارا لا يترك مجالا للشك: التفوق مرتبط بالتقوى والعمل، وليس بنسب أو ادعاءات باطلة.
نعود إلى سخافات من يسمون أنفسهم "آل البيت" أو "بني هاشم". من أين جاءوا بهذه الأفكار؟و كيف يمكنهم أن يدّعوا أنهم يحملون عصمة أو مكانة خاصة؟ الحقيقة هي أن هذه الادعاءات ليست إلا اوهام وخرافات تروج بلا أي أدلة قرآنية.
الأكثر طرافة أن القرآن لم يترك مجالا لهم، فهو لم يذكرهم ولو مرة واحدة. حتى الأنبياء الذين اختارهم الله وفضلهم، لم يكن السبب في تفضيلهم نسبهم أو قبيلتهم، بل كان إيمانهم وتقواهم. ولكن يأتي هؤلاء ويزعمون أنهم "أفضل الخلق"! هل نسيهم الله عن قصد؟ بالطبع لا، بل أراد الله بحكمته أن يبين لنا أن الفضل الحقيقي يأتي من التقوى والعمل الصالح، وليس من الأنساب أو الألقاب.
إن من يروجون لفكرة "العصمة" لدى بني هاشم يتجاهلون حقيقة واضحة وبسيطة: القرآن لم يخصص لهم أي آية. بل نجد القرآن يركز على فكرة أن التفوق بين البشر يكون بالتقوى والعمل، وليس بالنسب. فالله قال في كتابه: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" .أي أن الكرامة هي للبشرية جمعاء، وليست لمجموعة محددة من الناس تدّعي أنها فوق الجميع. وحتى أهل البيت في القران الكريم مشمولة بنساء النبي ، أي لايوجد اي آل البيت في القران الكريم والفرق واضح بين الال والأهل.
والمفارقة أن القرآن الكريم يحتشد باكثر من أربعين آية عن بني اسراااائيل وفيها تفضيلات واضحة
"يابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ"
**
"يَابَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى "
***
'أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا'
***
"وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا" ۖ***
"وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ"
***
"وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّىٰ جَاءَهُمُ الْعِلْمُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ "
***
والحال"لم يُذكَر أحد في القرآن لا مِن الأنبياء ولا مِن المُرسَلين ولا من الملائكة، كما ذُكر موسى، وكذلك بني إسرائيل ذكرت قصتهم في القرآن الكريم كما لم تتكرَّر قصة أخرى عن الأمم الأولى، عن الأقوام الذين تلقَّوا الوحْي واستمَعوا إليه، إما استماع طاعة أو استِماع مَعصِيَة.
***
"كَذَٰلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ"
***
'وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ".
***
طبعا بني اسرائيل الموجودة في القران الكريم ليسوا كيان إسراااائيييل الغاصب لأرض فلسطين اليوم.
ولكن دعونا نضحك على هذه المفارقة في وجه بني هاشم: فهم في حين يزعمون الفضل، نجد أن النص القرآني يتجاهل ذكرهم. وكأن الله، بحكمته، أراد أن يترك الأمر واضحا: الفضل الحقيقي ليس في الأنساب أو الادعاءات، بل في الأعمال والتقوى. ومن دون ذلك، تبقى الادعاءات مجرد أوهام تنتظر أن تنكشف.
فيما الواقع يكشف ذُكر بني إسراااائيييل في القرآن الكريم عدة مرات، بتعداد يصل إلى أكثر من أربعين مرة. وذُكروا بشكل واضح ومفصل، في سياقات متعددة، من الفضل الذي أُنعم عليهم به، إلى الابتلاءات والتحديات التي واجهوها نتيجة عصيانهم أو ضلالهم. وبلغ الحد أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: "يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ" .
أما عن بني هاشم، فلا نرى ذكرا مباشرا لهم. فبينما يزعم بعضهم أن بني هاشم قد فضلهم الله ورفعهم فوق البشر كافة، نجد أن القرآن لم يخصص لهم آية واحدة تذكرهم بالاسم.واذا أخذنا في الاعتبار الادعاءات التي يُروّج لها حول "عصمتهم" و"فضلهم"، بل يصل بهم الادعاء إلى القول بأنهم معصومون من الأخطاء والذنوب وأنهم الأفضل بين الخلق.
والطريف في الأمر أن هؤلاء الذين يروجون لتلك المقولات كثيرا ما يرددونها بلا أدلة أو مصادر واضحة من القرآن. يتحدثون عن "العصمة" وكأنها نص قرآني، لكن الواقع يثبت أنهم يروجون خرافات تُنسب زوروا إلى الدين. يُدّعون أن هذه العصمة تمنحهم مكانة فوق البشر، بينما نجد في القرآن تركيزا على تقوى الأفراد وأفعالهم، بغض النظر عن نسبهم أو قبيلتهم. ففي القرآن، فضل الله واضح وجلي: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" . إذن، التقوى هي المعيار، وليس النسب!
المفارقة الكبيرة هنا أن القرآن لا يترك مجالا للتشكيك في أن فضيلة الناس لا تعتمد على نسبهم أو قبيلتهم، بل على أعمالهم وإيمانهم. والأنبياء الذين اختارهم الله لم يُفضلوا لأنهم من قبيلة معينة، بل لأنهم كانوا أكثر الناس تقوى وإيمانا.
فلنتأمل هذا المشهد: بني اسراااائيللل ذُكروا بوضوح، وبني هاشم؟ لا ذكر. ومع ذلك، يظهر لنا بعضهم ويدّعي أنهم "الأفضل" و"المعصومون"! وكأنما يريدون إقناعنا أن هذا الغياب الصريح في النصوص الدينية عنهم كان مجرد "سهو"! عذرا، ولكن إذا كان القرآن قد ذكر كثيرا من الأمم والشعوب، وخصص لبني إسرااائيل نصيبا وافيا من الحديث، فلماذا غاب ذكر بني هاشم؟ نعم ، هذا هو السؤال الكبير:هل فات هذا على الله، سبحانه وتعالى؟!
وإذا كان بعضهم يعتقد أنهم يمتلكون نوعا من "التفوق الإلهي" أو "العصمة" التي لم تُذكر في القرآن، فإنهم بحاجة إلى إعادة النظر في تلك الأفكار. إنها تثير السخرية عندما نرى مدى التأكيد القرآني على أن التفوق الحقيقي يأتي بالتقوى والعمل الصالح، وليس عبر النسب أو العصمة المزعومة. لكن ما العمل؟ أحيانا يكون الصمت أكثر إفحاما من أي رد، وهذا ما يبدو أن القرآن اختاره مع هؤلاء المدّعين.
وبينما يواصل البعض الترويج لهذه الأفكار المضحكة، نذكّرهم دائما بقول الله سبحانه: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" . التكريم هو للجميع، للبشرية جمعاء، وليس لطائفة أو سلالة بعينها تزعم أنها فوق كل البشر.
لعل هذا التناقض في الاعتقاد هو ما يدفعنا للتساؤل: كيف يمكن لمن لا يجدون ذكرا لهم في القرآن أن يدّعوا مثل هذه المكانة؟ يبدو أن بعضهم يعيش في وهم كبير، هذا الوهم يجعلهم يتخيلون مكانة لم يمنحها الله لهم. والأغرب من ذلك، أنهم يتوقعون منا أن نصدق هذه الادعاءات دون أدنى دليل!
ثم إذا تأملنا التاريخ، نجد أن الادعاءات التي تروج لها بعض الأسر أو القبائل بفضلها المزعوم، تأتي بلا أي سند من القرآن الكريم. فما معنى أن نجد بني إسرائيل مذكورين في القرآن بهذا التفصيل، بينما لا نجد أي ذكر لبني هاشم؟ هل يمكن أن يكون هذا مجرد "سهو" من الله؟ بالطبع لا. الحقيقة هي أن الله لم يخصص أي فضل أو مكانة استثنائية لأي قبيلة أو مجموعة على أساس نسبها، بل جعل الفضل مرتبطا بالتقوى.
الحقيقة أن القرآن واضح في رسالته: البشر متساوون أمام الله، ولا يوجد مكانة خاصة أو "عصمة" لأي قبيلة أو مجموعة. التفوق يأتي فقط من خلال العمل الصالح والتقوى. ومن هنا، يمكننا القول بارتياح: الحمد لله أن القرآن لم يورد أي آية عن بني هاشم! لأن القرآن في نهاية الأمر يتحدث عن الحقيقة: الله ليس بعنصري زالتقوى هي المعيار، وليس النسب.
فإذا.. إذا كان بعضهم يعيش في وهم كبير، ويزعم أن له مكانة خاصة بناء على نسبه أو قبيلته، فليعيد النظر في معتقداته. لأن الحقيقة القرآنية واضحة.
والخلاصة؟ دعونا نضحك قليلا على من يدّعون التفوق بناء على نسبهم، بينما يغفلون تماما عن حقيقة أن الله لم يذكرهم في كتابه الكريم ولو مرة واحدة كما أن الله ليس بعنصري معاذ الله. وكما قال الله سبحانه: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ"..
هل سيفهمون ؟؟
طبعا لايريدون عمدا أن يفهموا
سحر الخولاني نموذجًا للصمود
سحر الخولاني أيقونة للحرية والكرامة
مجزرة مقبنة.. جريمة حرب لا تغتفر
المجلس الرئاسي " الواقع والطموح"
المجلس الرئاسي " الواقع والطموح"