الخميس 28 مارس 2024
الرئيسية - أخبار اليمن - مجلة أمريكية تقول أن أي مبعوث جديد لن يقدم أكثر مما قدمه السابقون وتكشف الأسباب
مجلة أمريكية تقول أن أي مبعوث جديد لن يقدم أكثر مما قدمه السابقون وتكشف الأسباب
الساعة 02:27 صباحاً (متابعات)

 

قالت مجلة أمريكية "قد لا يحقق المبعوث الأمريكي إلى اليمن أكثر بكثير مما حققه المبعوثون الثلاثة السابقون للأمم المتحدة، حيث سعى كل منهم من أجل حل سلمي في اليمن دون جدوى، ويرجع ذلك إلى بعض العقبات الكبيرة، بما في ذلك أيديولوجية الاستعلاء الحوثية وإمدادات الميليشيا الواسعة من الأسلحة".



 

 

وأضافت مجلة «Inside Arabia» في تقرير - ترجمة "يمن شباب نت" – "انتقدت الإدارة الأمريكية الجديدة بصراحة جماعة الحوثي بسبب التصعيد الأخير في محافظة مأرب اليمنية، لكن هذا التحذير لم يغير الديناميكيات على الأرض، حيث لا يمكن للخطاب الأمريكي الصارم أن يوقف عمليات الحوثيين الهجومية، ولن يكون كافياً لتمهيد الطريق للسلام في البلاد، لم يستجب الحوثيون لأي دعوات لوقف التصعيد وهم يراهنون على قوة أسلحتهم لتأمين هدفهم في حكم اليمن".

 

 

وفي أوائل فبراير، رشح الرئيس جو بايدن تيموثي ليندركينغ كأول مبعوث أمريكي إلى اليمن، كخطوة أولية تظهر اهتمام بايدن الشديد بإنهاء الصراع المدمر في الواقع، ارتفعت الآمال عندما انتشرت أنباء تعيين ليندركنج، ومع ذلك لم يُلاحظ أي تهدئة للقتال حتى الآن، حتى بعد محادثات المبعوث الأمريكي مع أطراف النزاع.

 

 

في 22 فبراير، بدأ ليندركينغ جولة في الشرق الأوسط، حيث التقى بممثلي الحوثيين ومسؤولين حكوميين يمنيين وقادة في الخليج، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، وفي نهاية الزيارة التي استمرت 17 يومًا، أعلن أنه تم تقديم "خطة سليمة" إلى الأطراف المتحاربة، ومنح الحوثيين المتحالفين مع إيران "عددًا من الأيام" للرد، وصرح ليندركينغ بأنه "سيعود على الفور عندما يكون الحوثيون مستعدين للتحدث".

 

 

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن ليندركينغ عاد مؤخرًا إلى الشرق الأوسط في 29 أبريل/ نيسان لمواصلة جهوده لإنهاء الحرب في اليمن، ومع ذلك وكما أظهرت سبع سنوات من الصراع في اليمن، يبدو أن الدبلوماسية مع الحوثيين لا تؤدي إلى أي مكان، وبالتالي سيحتاج المبعوث الأمريكي إلى اليمن إلى بذل المزيد من الجهود غير العادية لحمل الحوثيين على الانخراط في محادثات سلام بناءة.

 

 

ومن حيث الجوهر، قد ينجز ليندركنج أكثر قليلاً من مبعوثي الأمم المتحدة الثلاثة الآخرين - المبعوثان السابق والحاضر، وكلاهما دفع باتجاه حل سلمي في اليمن دون نجاح، يرجع هذا النقص في التقدم الدبلوماسي في اليمن إلى بعض العقبات الكبيرة.

 

 

أولاً، التحدي الهائل هو أيديولوجية جماعة الحوثي.  يعتقد الحوثيون أنهم ينحدرون من آل بيت النبي محمد، وبالتالي ففي اعتقادهم أن لديهم التفويض الإلهي لحكم الشعب اليمني.  لقد اعتنقوا هذه العقيدة منذ فترة طويلة ولن يبتعدوا عنها.

 

 

لذلك، مثلما سيكون من الصعب إقناع مسلم ملتزم باعتناق أي دين آخر، سيكون من الصعب أيضًا ثني الحوثيين عن شعورهم بالتفوق والحكم المقدر لهم.

 

 

سيكون تحديًا هائلاً لمبعوث الأمم المتحدة أو مبعوث الولايات المتحدة لإقناع الحوثيين بالتفاوض بجدية ووقف الحرب والموافقة على الانتخابات حتى يتمكن الشعب اليمني من اختيار حكامه بحرية، ومن دون التطرق إلى المفاهيم الأيديولوجية التي يتبناها الحوثيون، من الصعب توقع نهاية الفوضى في اليمن.

 

 

ثانياً، ترسانة الحوثيين لا تزال غنية بالأسلحة، حيث يواصلون تسليح آلاف المقاتلين ونشرهم في الجبهات، وفرة السلاح عامل مهم وراء تفضيل الحوثيين للحل العسكري، تضاعفت طائرات الحوثي المسيرة والصواريخ التي تضرب السعودية منذ بداية العام الجاري، وازدادت العمليات العسكرية للحوثيين في ساحة المعركة في اليمن - لا سيما في مأرب -، يعكس هذا الواقع القدرات العسكرية التي لا هوادة فيها للجماعة.

 

 

في الواقع، ساهم التهريب المستمر للأسلحة من إيران في تعزيز قوة الحوثيين العسكرية، وفي فبراير/ شباط، ألقت البحرية الأمريكية القبض على سفينتين صغيرتين قبالة سواحل الصومال محملة بآلاف البنادق من طراز كلاشينكوف وقاذفات القنابل الصاروخية والمدافع الرشاشة الخفيفة وبنادق القنص الثقيلة والأسلحة التي تخدمها الأطقم، وقالت البحرية إن هناك "بعض المؤشرات" على أن الأسلحة كانت متجهة إلى اليمن الذي مزقته الحرب.

 

 

وفي سبتمبر 2020، أفادت تقارير أن قوات خفر السواحل اليمنية في البحر الأحمر اعترضت زورقا في البحر واعتقلت مهربين حوثيين، لا جدال في أن تهريب الأسلحة يؤجج الحرب في اليمن، وفي ظل هذه الظروف قد لا تؤتي محاولات المبعوث الأمريكي ثمارها طالما أن مستودعات الحوثيين مليئة بأنواع مختلفة من المعدات العسكرية وتدفق الأسلحة المهربة دون انقطاع.

 

 

ثالثاً، العقبة الثالثة التي قد تعيق نجاح المبعوث الأمريكي هي التنافس المستمر بين الأطراف المناهضة للحوثيين في اليمن، وخاصة الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة والانفصاليين الجنوبيين، وإذا كان استيلاء الحوثيين السريع على العاصمة اليمنية والعديد من المحافظات اليمنية في أواخر 2014 و2015 نتيجة خلافات حزبية وسياسية.

 

 

في الوقت الحالي، يوجد في اليمن أربعة لاعبين سياسيين وعسكريين بارزين: الحوثيون، والحكومة اليمنية بقواتها العسكرية، والانفصاليون، وقوات العميد طارق صالح، ابن شقيق الرئيس السابق علي عبد الله صالح، حيث إن التغلب على هذا التشرذم سيكون أمرا حاسما لإيجاد حل سلمي دائم.

 

 

يجب أن يأخذ ليندركنج في الاعتبار ضرورة منع أي توترات واشتباكات بين الأطراف المناهضة للحوثيين الذين لديهم أجندات ورؤى متضاربة، يجب أن ينصب التركيز على التوسط في اتفاق بين الحوثيين والحكومة المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية، هذه المهمة صعبة بالفعل، لكن تحقيقها سيكون خطوة في الاتجاه الصحيح نحو السلام.

 

 

في النهاية، ستكشف الأشهر القادمة على الأرجح إحدى نتيجتين محتملتين: نجاح مبعوث واشنطن في تقديم أفكار سلام عظيمة تروق للأطراف المتحاربة في اليمن، أو أن الاستجابة لجهود ليندركينغ لن تختلف عن الاستجابة لمبعوثي الأمم المتحدة الذين تعاقبوا منذ عام 2015.

 

 

بمعنى آخر، إما أن يتم الترحيب بالمبعوث الأمريكي باعتباره مهندس السلام في اليمن، أو سيُنظر إليه على أنه دبلوماسي مخضرم بذل قصارى جهده، لكنه لم يستطع هزيمة حرب اليمن المستعصية، إذا واجه مثل هذه النكسة، فلن يكون بالضرورة فشلا شخصي، رغم أنه قد يشير إلى تراجع في ثقل نفوذ الولايات المتحدة ودورها كقوة عالمية.


آخر الأخبار