ألقت مديرية أمن اللاذقية، القبض على محمد إبراهيم الراعي، أحد عناصر النظام المخلوع، بتهم ارتكاب جرائم قتل وتمثيل بالجثث بحق المدنيين خلال فترة حكم النظام السابق. وأكدت محافظة اللاذقية عبر قناتها الرسمية على "تلغرام" أن الراعي شارك مع مجموعات خارجة عن القانون في تنفيذ اعتداءات استهدفت نقاطاً أمنية وعسكرية خلال شهر مارس الماضي، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات الأمنية.

وأوضحت المصادر أن الراعي متورط أيضاً في عمليات الاتجار بالحبوب المخدرة وشراء الأسلحة والذخائر لصالح تلك المجموعات المسلحة، ما جعل منه أحد أبرز المطلوبين في منطقة الساحل السوري. وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه وإحالته إلى التحقيق بناءً على قرار النيابة العامة.

وتأتي هذه العملية الأمنية في إطار جهود الإدارة السورية الجديدة التي تأسست عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، والتي تعمل على استعادة الأمن والاستقرار في البلاد. وتسعى السلطات إلى ملاحقة فلول النظام السابق الذين يهددون السلم الأهلي من خلال إثارة القلاقل الأمنية، لا سيما في مناطق الساحل التي تعتبر معقلاً لكبار ضباط النظام السابق وأتباعه.

وكانت منطقة الساحل قد شهدت توتراً أمنياً حاداً في مارس الماضي، إثر هجمات منسقة شنتها مجموعات تابعة للنظام السابق على نقاط أمنية وعسكرية، ما استدعى قيام قوى الأمن بعمليات تمشيط واسعة أدت إلى استعادة السيطرة وإحكام القبضة الأمنية. كما أعلنت الإدارة السورية الجديدة مراكز للتسوية مع عناصر النظام المخلوع لتسليم أسلحتهم، إلا أن رفض بعضهم التعاون أدى إلى مواجهات متفرقة.

مع استمرار جهود ضبط الأمن، يؤكد مراقبون أن هذه الخطوات تمثل بداية حقيقية نحو بناء سوريا مستقرة بعيداً عن الفوضى والعنف الذي رافق حكم النظام السابق لعقود.