مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يزداد اهتمام المسلمين حول العالم بأحكام الأضحية، ومن أبرز الأسئلة المطروحة في هذا السياق ما يتعلق بما يجوز أو لا يجوز للمُضحي فعله في الأيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، لا سيما فيما يتعلق بقص الشعر وتقليم الأظافر.

وفي توضيح شرعي صدر عن دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، أكدت أن الفقهاء اختلفوا حول هذه المسألة، مشيرة إلى أن جمهور العلماء يرى أنه لا يحرم على من ينوي الأضحية أن يأخذ من شعره أو أظافره أو بشرته خلال هذه الأيام.

وأوضحت الدار أن الفريق القائل بالإباحة يستند إلى حديث رواه الإمام البخاري في "صحيحه" عن السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت فيه: "كنتُ أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيبعث هديه إلى الكعبة، فما يحرم عليه مما حلّ للرجال من أهله، حتى يرجع الناس"، وهو ما يدل على عدم التحريم.

في المقابل، أشارت دار الإفتاء إلى أن الحنابلة يذهبون إلى القول بحرمة الأخذ من الشعر أو الأظافر أو البشرة لمن نوى الأضحية بمجرد دخول شهر ذي الحجة وحتى وقت الذبح، مستندين في ذلك إلى حديث أم سلمة رضي الله عنها، عن النبي ﷺ أنه قال: "إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئًا حتى يضحي".

وأضافت أن هذا الخلاف يعكس تنوعًا فقهيًا معتبرًا في فهم النصوص المتعلقة بالأضحية، مما يعني أن الأمر فيه سعة، ويمكن للمسلم اتباع ما يرتاح إليه ضميره ويطمئن إليه قلبه، دون إنكار على الرأي الآخر.

وختمت دار الإفتاء توضيحها بدعوة المسلمين إلى الاجتهاد في الطاعة والعمل الصالح خلال أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، لما لها من فضل عظيم ورد فيه نصوص عديدة، مؤكدة أن الأضحية شعيرة عظيمة تتطلب نية خالصة واتباعًا للسنة.