شهد المسجد الحرام صباح اليوم الجمعة، أول أيام عيد الأضحى المبارك، توافد جموع غفيرة من الحجاج والمصلين لأداء صلاة العيد في أجواء روحانية مفعمة بالسكينة والخشوع، بالتزامن مع بدء الحجاج أداء شعيرة رمي جمرة العقبة الكبرى في مشعر منى، إيذانًا بأول أيام النحر.

وتوافد المصلون منذ ساعات الفجر الأولى إلى صحن الطواف وساحات الحرم، حيث امتلأت أروقة المسجد بالحجاج الذين أتموا مناسكهم، استعدادًا لنحر الأضاحي بعد أداء الصلاة. وصدحت أرجاء المسجد بتكبيرات العيد، في مشهد إيماني يعكس وحدة المسلمين واجتماعهم على أداء الشعائر المقدسة.

وجرت صلاة العيد وسط تنظيم دقيق وإجراءات أمنية وخدمية مكثفة، حيث وفّرت الجهات المعنية المياه والخدمات الطبية والإرشادية لضمان انسيابية حركة الحشود داخل الحرم، وتمكينهم من أداء الصلاة في أجواء آمنة ومريحة.

وفي خطبته، أوضح الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي أن هذا اليوم المبارك اجتمع فيه عيد الأضحى مع يوم الجمعة، مشيرًا إلى فضل التقرب إلى الله بذبح الهدي والأضاحي، مبينًا شروط الأضحية ومواصفاتها الشرعية. كما أثنى على الجهود الكبيرة التي تبذلها قيادة المملكة وشعبها في خدمة ضيوف الرحمن وتيسير مناسكهم.

وبعد الصلاة، بدأ الحجاج بالتوجه إلى مشعر منى، حيث شرع أكثر من 1.6 مليون حاج في رمي جمرة العقبة الكبرى في وادي منى، الذي يشكل أحد المناسك الكبرى في فريضة الحج. وتأتي هذه الشعيرة بعد أن بات الحجاج ليلتهم في مشعر مزدلفة، عقب وقوفهم أمس على جبل عرفات في الركن الأعظم من الحج.

ورغم ارتفاع درجات الحرارة، وفّرت السلطات السعودية مظلات وخدمات ميدانية، ودعت الحجاج إلى تجنب التعرض المباشر للشمس قدر الإمكان، واتباع التعليمات الوقائية، لضمان سلامتهم خلال أداء المناسك.

وبذلك يواصل ضيوف الرحمن مناسكهم في هذا اليوم العظيم، الذي يتوج رحلة الحج بأعمال عظيمة في مشاهد من الخشوع، والتنظيم، والتآخي بين المسلمين من مختلف بقاع الأرض.