أثارت زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بعد يوم واحد من غارات جوية إسرائيلية عنيفة على مواقع حوثية في اليمن، تساؤلات واسعة حول احتمال انخراط إثيوبيا في التحالف المناهض للجماعة المدعومة من إيران.

ورغم الطابع الاقتصادي المعلن للزيارة التي جرت في الخامس من مايو/أيار، كشفت مصادر عن مناقشات معمقة بين ساعر ونظيره الإثيوبي غيديون تيموثيوس حول التعاون الأمني، لا سيما في مجال "مكافحة الإرهاب"، وهو ما رآه مراقبون إشارة إلى رغبة إسرائيل في إشراك إثيوبيا عسكرياً أو استخباراتياً في عملياتها ضد الحوثيين.

وسبق أن أكد ساعر في لقاءات سابقة أن الحوثيين يشكلون تهديداً مشتركاً لإسرائيل وأفريقيا، وهو ما كرره خلال الزيارة الأخيرة، حيث لقي تأييداً من المسؤولين الإثيوبيين.

وتربط الدولتين علاقات أمنية راسخة، توجت باتفاقية وقعتها أجهزة المخابرات في 2020 لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، كما تشير تقارير إلى تنسيق أمني سابق في إحباط هجمات محتملة في المنطقة.

وتنظر أديس أبابا بقلق إلى تصاعد الاضطرابات في البحر الأحمر، والتي أثرت سلباً على تجارتها الخارجية ومشاريعها التنموية، ما قد يدفعها للبحث عن شراكات أمنية جديدة. ومع ذلك، تبقى مشاركتها المباشرة في الحرب ضد الحوثيين أمراً معقداً، نظراً لتعقيدات المشهد الإقليمي وتداعيات مثل هذه الخطوة على علاقاتها مع قوى مثل إيران، إضافة إلى أزماتها الداخلية المستمرة.

ولم يصدر عن الجانبين أي إعلان رسمي بشأن تفاهمات أمنية ضد الحوثيين، إلا أن تحركات إسرائيل لتعزيز حضورها في القرن الأفريقي تفتح الباب أمام تحالفات جديدة في صراع البحر الأحمر المتصاعد.