كشفت صحيفة "فرانس إنفو" الفرنسية، في تقرير لها، عن تفاصيل الحياة الغامضة التي يعيشها الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، بعد فراره إلى روسيا عقب سقوط نظامه.

وبحسب التقرير، فإن الأسد غادر سوريا برفقة عائلته في 8 ديسمبر 2024 على متن طائرة عسكرية روسية، حيث استقر في شقة فخمة وسط العاصمة موسكو تُقدّر قيمتها بنحو 1.9 مليون دولار، ويخضع منذ ذلك الحين لحراسة أمنية مشددة.

ووفق مصادر الصحيفة، يعيش الأسد حالة من العزلة التامة، ولا يُشاهَد علنًا، إذ لم يُرَ في أي مكان عام، ولم يتمكن الصحفيون من العثور على أي مواطن روسي شاهده مصادفة. ويقول الجغرافي الفرنسي المتخصص في الشأن السوري، فابريس بالانش، إن الكرملين أمر الأسد بالبقاء في الظل، مضيفًا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يكره الخاسرين"، لكنه قبل باستضافته كرسالة لحلفاء موسكو مفادها أن "روسيا لن تتخلى عنهم عند الحاجة".

وعلى الرغم من الثراء الكبير الذي يتمتع به الأسد بفضل الثروات التي جمعها خلال عقدين من الحكم عبر الفساد وتهريب الأموال والمخدرات، إلا أن وضعه القانوني في روسيا يظل هشًا، حيث لم يُمنح لجوءًا سياسيًا رسميًا، بل يقيم كـ"ضيف غير معلن"، تجنبًا لإحراج موسكو على الساحة الدولية.

التقرير أشار إلى أن الأسد يعتمد حاليًا على ثروته الهائلة، التي تُقدّر بمليارات الدولارات، للحفاظ على نمط حياة فاخر في موسكو، إلا أن هذه الثروة باتت مهددة في ظل العقوبات الغربية المتزايدة ومساعي الحكومة السورية الجديدة لاسترداد الأموال المنهوبة.

ويبدو أن الأسد، على الرغم من البذخ الذي يعيشه، يقيم فعليًا في "سجن ذهبي"، تحيط به الفخامة وتحاصره المخاوف، في ظل مستقبل غامض يرتبط بتحولات السياسة الروسية وعلاقتها بالنظام السوري الجديد.