رأت صحيفة جيروزاليم بوست أن إسرائيل ينبغي ألا تتوقف عن استهداف جماعة الحوثيين في اليمن، حتى في ظل انشغالها بالتصعيد العسكري المتزايد مع إيران.

وأشارت الصحيفة إلى أن الهجمات الصاروخية التي أطلقتها إيران مساء السبت الماضي على مدن إسرائيلية، وأسفرت عن مقتل 10 أشخاص في منطقتي الجليل الغربي وبات يام، تزامنت مع إطلاق صواريخ من الأراضي اليمنية.

وأعلن المتحدث باسم جماعة الحوثيين أن الهجمات جاءت بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، في وقت أفادت تقارير بأن رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الحوثية، الكريم العمري، قُتل في ضربة دقيقة استهدفته خلال اجتماع لقيادات الجماعة.

الحوثيون في موقف ضعيف
وأكدت الصحيفة أن الحوثيين يسعون إلى إظهار قوتهم رغم تعرضهم لضربات مؤلمة أضعفت قدراتهم العسكرية وأثرت على مخزونهم من الأسلحة والصواريخ، في ظل تراجع شعبيتهم في الداخل، واستمرار تحضيرات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا لتنفيذ عملية عسكرية لاستعادة مدينة الحُديدة.

وأضافت أن رغم الإعلان الأمريكي السابق عن وقف إطلاق النار، إلا أن خطط استعادة الحُديدة على ما يبدو لا تزال قائمة، ما سيضطر الحوثيين إلى توزيع جهودهم ولن يسمح لهم بالتركيز على مهاجمة إسرائيل بشكل كامل.

أهمية العمليات ضد الحوثيين
وشددت الصحيفة على أن العمليات الإسرائيلية ضد الحوثيين تُعد ذات أهمية استراتيجية، إذ تُظهر قدرة تل أبيب على خوض معارك على جبهات متعددة ومتباعدة في آنٍ واحد، وتبعث برسائل واضحة إلى حزب الله والميليشيات المدعومة من إيران في العراق مفادها أن إسرائيل ليست منشغلة عن الرد.

وأبرز التقرير أن استهداف قيادات بارزة في صفوف الحوثيين يمثل ضربة معنوية قوية قد تعرقل خطط الجماعة وتبطئ من تحركاتها، خصوصًا في ظل الانسحاب الأمريكي من الساحة اليمنية، والذي اعتبره الحوثيون بمثابة انتصار.

دور البحرية الإسرائيلية
وفي تطور لافت، بدأت إسرائيل باستخدام قواتها البحرية ضد الحوثيين، حيث أطلقت سفن من طراز "ساعر 6" صواريخ دقيقة بعيدة المدى استهدفت بنى تحتية حيوية في ميناء الحُديدة. وأوضحت الصحيفة أن الاعتماد على البحرية يُوفر مرونة عملياتية أكبر مقارنة بالقوات الجوية المنهمكة حاليًا في العمليات ضد إيران، كما يتيح للسفن الحربية البقاء لفترات طويلة في البحر الأحمر.

ورجّحت الصحيفة أن يشكّل هذا التكتيك بداية لحملة ممتدة وليست مجرد ضربات محدودة.

رسالة إلى طهران
واختتمت الصحيفة بالقول إن على إسرائيل أن تواصل الرد بحزم على هجمات الحوثيين، لتبعث برسالة واضحة إلى طهران وأذرعها بأن إسرائيل تخوض حربًا شاملة ضد ما وصفته بـ"محور الشر"، وأن إيران لا يمكنها الاعتماد على وكلائها الذين يعانون بالفعل من حالة ضعف وتآكل.