كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن تقارير استخباراتية تؤكد استعداد إيران لتوسيع نطاق ردها في حال تدخل الولايات المتحدة عسكريًا إلى جانب إسرائيل في الحرب الجارية بين تل أبيب وطهران، مشيرة إلى أن طهران وضعت صواريخ ومعدات عسكرية في مواقع متقدمة لضرب القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، وتخطط لتلغيم مضيق هرمز الحيوي للملاحة العالمية.

ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، فإن إيران لن تتردد في استهداف القواعد الأمريكية في دول الخليج، مثل البحرين وقطر والإمارات، في حال شاركت واشنطن في هجمات على منشآتها النووية، خصوصًا إذا تم استهداف موقع "فردو"، وهو من أهم منشآت التخصيب تحت الأرض في البلاد.

ويشير المسؤولون إلى أن طهران قد تعاود أيضًا استخدام أذرعها الإقليمية، مثل جماعة الحوثي في اليمن، لضرب السفن في البحر الأحمر، إلى جانب شن هجمات من قبل ميليشيات موالية لها في العراق وسوريا ضد المواقع الأمريكية.

في حال اندلاع مواجهة مفتوحة، من المرجح أن تبدأ إيران بزرع الألغام في مضيق هرمز، كجزء من استراتيجية لإغلاق الممر البحري الذي يمر عبره نحو ثلث النفط المنقول بحرًا في العالم، ما قد يهدد استقرار أسواق الطاقة العالمية.

ويرى المسؤولون أن إسرائيل قد تحتاج إلى دعم أمريكي مباشر إذا أرادت توجيه ضربة مؤثرة للبرنامج النووي الإيراني، خصوصًا في المواقع المحصنة مثل "فردو"، وهو ما قد يتطلب استخدام قاذفات "B-2" الأمريكية المزودة بأسلحة اختراق قادرة نظريًا على اختراق الجبال الصخرية التي تغطي هذه المنشآت.

وفي هذا السياق، صرّح مسؤولون إيرانيون بأن أي تدخل أمريكي سيقابل برد مباشر، يبدأ بالقواعد الأمريكية في العراق، ولا يستثني أي قاعدة عسكرية في الدول العربية التي قد تشارك أو تدعم الهجوم.

وتعليقًا على هذا التصعيد، قالت روزماري كيلانيك، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز ديفينس برايورتيز: "بمجرد أن تنخرط في الحرب، سيكون من الصعب جدًا التراجع. ستدخل بكل قوتك". وأضافت أن الانخراط الأمريكي قد يدفع إيران لتسريع جهودها نحو امتلاك سلاح نووي، بدلًا من ردعها.

ومع إرسال واشنطن نحو 13 طائرة تزويد بالوقود إلى أوروبا لدعم أي عمليات جوية محتملة، تتصاعد المخاوف داخل الإدارة الأمريكية من الانجرار إلى حرب أوسع، في ظل ضغوط متزايدة من حكومة بنيامين نتنياهو لإشراك الولايات المتحدة عسكريًا في المواجهة مع إيران.