آخر الأخبار


الاربعاء 28 مايو 2025
شهد المركز الثقافي اليمني بالقاهرة، الاحد الماضي، ندوة فكرية حافلة بالنقاشات الساخنة، تناولت الواقع السياسي والاجتماعي في اليمن في ظل سيطرة جماعة الحوثي، ومستقبل البلاد وسط تعقيدات داخلية وإقليمية متشابكة.
خلال الندوة، وجّه المفكر وأستاذ الفلسفة السوداني عبدالسلام نور الدين انتقادات لاذعة لجماعة الحوثي، واصفًا إياها بـ"الأكثر شراسة في التعامل مع خصومها"، مشيرًا إلى أن الجماعة تعتمد على "تكفير الشوافع" – في إشارة إلى أهل السنة في اليمن – بهدف شرعنة فرض الخراج، وتحويل ما يقارب 20% من الدخل القومي إلى خزائنها.
ونوّه نور الدين إلى ما وصفه بـ"المرض بالكرامة" لدى اليمنيين، وهو تعبير اقتبسه عن المفكر الراحل الدكتور أبوبكر السقاف، مشددًا على أن المرأة اليمنية تجسد هذا الشعور بدرجة لافتة. وأضاف أن استمرار هيمنة الحوثي، رغم هذه الكرامة المتجذرة، يكشف حجم العنف الذي يمارسه ضد القوى الحداثية من ليبراليين وناصريين وقوميين، تحت غطاء "المقاومة ضد إسرائيل".
واعتبر نور الدين أن اليمن عالق في حلقة تاريخية مفرغة تُهيمن عليها ثلاث قوى: "الحكام أو الملوك – وهم اليوم الحوثيون –، والقضاة والمحاربون أي القبائل، والمهمشون الذين لا يُسمح لهم بالمشاركة في السلطة أو السلاح". وأكد أن أبرز محاولة لكسر هذه الحلقة حدثت خلال حكم الرئيس إبراهيم الحمدي (1974-1977)، الذي قُتل في ظروف غامضة بعد فترة قصيرة من التحولات الاقتصادية والفكرية، شهدت فيها الجامعات اليمنية ازدهارًا في تدريس الفلسفة والعلوم الإنسانية.
وتحدث نور الدين عن تراجع الفكر الحر بعد اغتيال الحمدي، حيث بدأت الجماعات الإسلامية في تكفير أساتذة الفلسفة ومحاصرة الأفكار الحداثية داخل الجامعات، ما أدى إلى انكماش التنوع الثقافي والفكري.
وفي تحليله للبعد الإقليمي والدولي، قال إن الولايات المتحدة تسعى لإعادة اليمن إلى "بيت الطاعة"، مفسحًا المجال لأدوار عربية نيابية عن واشنطن. كما أكد أن الدعم الإيراني للحوثيين، بما في ذلك التدريب على إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، بات مكشوفًا لدى الأمريكيين، مشيرًا إلى أن إيران تستخدم اليمن كورقة ضغط ضد السعودية، وليس بدافع مواجهة إسرائيل كما تزعم.
وختم المفكر السوداني حديثه بملاحظة لافتة حول تعاطي "القات" في اليمن، معتبرًا أنه لن يختفي إلا بإطلاق الحريات والديمقراطية، لأن مجالسه باتت "الملاذ الوحيد للنقاش الحر"، في ظل ما وصفه بـ"انكماش الفضاء العام ومصادرة التنوع السياسي".
كما أشار إلى أهمية فهم تعقيدات اليمن التاريخية من خلال قراءة كتاب "تكوين اليمن الحديث" للمؤرخ الدكتور سيد مصطفى سالم، الذي اعتبره المرجع الأهم لفهم اليمن، والذي نصح به محمد حسنين هيكل الرئيس جمال عبدالناصر أثناء التدخل المصري في اليمن.
كل دبوس إذا أدمى بلادي هو في قلبي أنا
فرانسوا بورغا والاسلاميون
قصة الطائرة الأخيرة!
رسالة قبلية تتحدى الكهنوت الحوثي
ماذا يعني فقدان طائرة نقل مدنية؟
السياسة والقيم