في أول زيارة رسمية من نوعها منذ أكثر من عقد، وصل المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، اليوم الخميس، إلى مقر إقامة السفير الأمريكي في العاصمة دمشق، وذلك بعد سنوات من إغلاق السفارة الأمريكية في عام 2012 على خلفية اندلاع النزاع في البلاد.

واستقبله الرئيس السوري، أحمد الشرع، في قصر الشعب، حيث أُجريت محادثات وصفت بالمهمة، تأتي في أعقاب رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا.

وخلال اللقاء، أعلن باراك أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعتزم قريباً إزالة اسم سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مؤكداً أن واشنطن تسعى إلى تمكين الحكومة السورية الحالية، وتعزيز الاستقرار السياسي والأمني في البلاد.

وأشار باراك، إلى أن الجيش الأمريكي "أنجز ببراعة 99% من مهمته" في محاربة تنظيم داعش، وأن الكونغرس يواصل دعم الرئيس ترامب في هذا المسار.

وفي ما يتعلق بالعلاقات السورية الإسرائيلية، وصف باراك الملف بأنه "قابل للحل"، مشدداً على أن "الحوار هو نقطة الانطلاق"، ومعبّراً عن رغبة الولايات المتحدة في تحقيق السلام بين الجانبين ضمن إطار استراتيجية إقليمية جديدة.

من جانبها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن باراك ووزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، افتتحا دار سكن السفير الأمريكي في دمشق، في خطوة رمزية تم خلالها رفع العلم الأمريكي مجدداً فوق مبنى السفارة، ونشرت وزارة الخارجية السورية صوراً لهذا الحدث عبر حسابها على منصة "إكس".

ويأتي هذا التحول بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعيين توماس باراك، الذي يشغل أيضاً منصب السفير لدى أنقرة، مبعوثاً خاصاً إلى سوريا.

وقال ترامب في منشور لوزارة الخارجية الأمريكية: "توم يدرك أن هناك إمكانات كبيرة للعمل مع سوريا لوقف التطرف، وتحسين العلاقات، وتحقيق السلام في الشرق الأوسط"، مضيفاً: "معاً، سنجعل الولايات المتحدة والعالم أكثر أماناً".

وكان الشرع والشيباني قد التقيا باراك مسبقاً في إسطنبول نهاية الأسبوع الماضي، خلال زيارة رسمية إلى تركيا، ضمن جهود الحكومة السورية الجديدة لإعادة بناء العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن، بحسب بيان صادر عن الرئاسة السورية.

يُذكر أن آخر من شغل منصب السفير الأمريكي في سوريا كان الدبلوماسي روبرت فورد، الذي غادر دمشق في أكتوبر 2011 بعد تصاعد الأحداث وفرض عقوبات أمريكية على النظام السابق بقيادة بشار الأسد، حيث اعتبرته الحكومة السورية آنذاك "شخصاً غير مرغوب فيه".