في مشهد استثنائي داخل قاعة محكمة الأموال العامة في عدن، فجّر العقيد عبد السلام العمري، مدير أمن المنطقة الحرة السابق، قنبلة من العيار الثقيل، بكشفه تفاصيل صادمة عن استيراد أدوية في ظروف غير إنسانية، قائلاً: "كنا نفتح الحاويات، فنشمّ رائحة الموت... درجات حرارة تصل إلى 70 درجة مئوية، وأدوية تغيّر لونها قبل أن تصل إلى الصيدليات".

العمري، الذي وقف أمام القاضي سامي باعباد، أدلى بشهادته تحت القسم، متحدثًا عن سنوات من الصمت الرسمي، وحيل بعض التجار الذين فضلوا الحاويات غير المبردة لتوفير النفقات، بينما تُدفَع فاتورة ذلك من صحة المواطنين.

وأكد أن ما كشفه كلفه منصبه، لكنّه ختم بشجاعة: "أُقِلت لأنني رفضت أن أكون شاهد زور... وأنا فخور بذلك، فضميري لا يُبرد في حاوية".