يتوافد اليوم حجاج بيت الله الحرام إلى صعيد عرفات، لأداء الركن الأعظم في الحج، في مشهد مهيب يعكس وحدة المسلمين وتلاحمهم، حيث يجتمعون على صعيد واحد، في وقت واحد، بلباس واحد، ونداء واحد: "لبيك اللهم لبيك".

ويُعد الوقوف بعرفة أهم أركان الحج، حتى قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة"، رواه الترمذي. فمن فاته الوقوف في هذا اليوم، فقد فاته الحج، إذ لا يتم بدون هذا الركن.

متى يبدأ الوقوف بعرفة؟

يبدأ وقت الوقوف الشرعي بعرفة من زوال شمس يوم التاسع من ذي الحجة وحتى طلوع فجر يوم النحر (العاشر من ذي الحجة). ويُسنّ للحجاج أن يجتمعوا في هذا المكان الطاهر بعد الظهر لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذان وإقامتين، اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يتفرغون للدعاء والتضرع إلى الله حتى غروب الشمس.

أجواء إيمانية وروحانية فريدة

على صعيد عرفة، تمتزج الدموع بالدعاء، وتعلو الأصوات بالذكر والاستغفار. يرفع الحجاج أكفهم إلى السماء، يسألون الله من فضله، راجين رحمته ومغفرته. وتُعد هذه الساعات من أعظم أوقات استجابة الدعاء، فقد ورد في الحديث الشريف:

"خير الدعاء دعاء يوم عرفة" – رواه مالك.

من عرفة إلى مزدلفة

عند غروب شمس يوم عرفة، يبدأ الحجاج بالنفرة إلى مشعر مزدلفة في هدوء وسكينة، حيث يؤدون صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، ويبيتون هناك قبل التوجه في صباح اليوم التالي إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى وبدء أيام التشريق.

أهمية عرفة في الشريعة الإسلامية

ليوم عرفة مكانة عظيمة في الإسلام، ليس للحجاج فقط، بل أيضًا لعموم المسلمين، حيث يُستحب صيام هذا اليوم لغير الحاج، إذ يُكفّر به الله ذنوب سنة ماضية وسنة مقبلة، كما ورد في الحديث النبوي الشريف.