تشهد مدينة تعز اليمنية أزمة مياه غير مسبوقة، تسببت في ارتفاع حاد بأسعار صهاريج المياه، وسط تدهور مستمر في البنية التحتية وشحّ في الموارد المائية، مما ضاعف من معاناة السكان في واحدة من أكثر المحافظات تضرراً بالحرب.

ووفق شهود عيان وسكان محليين، قفز سعر صهريج المياه سعة 6 آلاف لتر إلى أكثر من 60 ألف ريال يمني (نحو 40 دولارًا)، في حين كانت الأسعار لا تتجاوز نصف هذا الرقم قبل أسابيع، ما يجعل المياه سلعة بعيدة المنال لآلاف الأسر محدودة الدخل.

وقال مواطنون إن بعض الأحياء السكنية في المدينة، خصوصاً المرتفعة منها، لم تشهد ضخًا للمياه منذ شهور، ما أجبر الأهالي على شراء المياه من السوق السوداء بأسعار باهظة، بينما تفاقمت الأزمة مع دخول موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة.

وتعاني تعز، المحاصرة من قبل مليشيا الحوثي منذ سنوات، من انهيار شبه كامل في منظومة المياه العامة، في ظل غياب الدعم الحكومي وانعدام الحلول المستدامة، فيما تتحدث مصادر محلية عن استغلال نافذين للأزمة في التحكم بسوق المياه ورفع الأسعار دون رقابة.

من جهتها، حذرت منظمات محلية من تفاقم الكارثة الإنسانية في المدينة، مطالبة المجتمع الدولي والجهات المعنية بالتدخل العاجل لتوفير مصادر مياه نظيفة وآمنة، وتنفيذ مشاريع عاجلة لإعادة تأهيل شبكات المياه المتوقفة عن العمل.

تأتي هذه الأزمة وسط تحديات اقتصادية خانقة تعيشها اليمن، حيث تزايدت وتيرة الفقر والعجز عن الحصول على الخدمات الأساسية، في ظل استمرار الحرب التي دخلت عامها العاشر.