في واقعة غير مسبوقة منذ عشرات السنين، غابت صلاة وخطبة الجمعة  عن جامع ملاح العرش، أحد أكبر مساجد مديرية رداع بمحافظة البيضاء، الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، إثر تغيب الخطيب المعيّن من قبل الجماعة، وسط قيود صارمة تفرضها المليشيا على منابر المساجد.

وأفاد سكان محليون أن المسجد بقي مغلقًا وقت صلاة الجمعة، في مشهد أثار استغراب الأهالي، الذين أكدوا أنها المرة الأولى منذ عقود تُلغى فيها الصلاة بشكل كامل، دون وجود بديل للخطيب الغائب.

وأرجع الأهالي سبب ذلك إلى منع الجماعة لأي خطيب آخر من اعتلاء المنبر دون ترخيص مسبق من قيادتها، مع التهديد بسجن المخالفين.

وأشار الأهالي إلى أن هذه الحادثة تعكس حجم القبضة الأمنية والفكرية التي تفرضها المليشيا على المساجد، حيث تحوّلت المنابر، بحسب قولهم، إلى منصات دعائية لبث الخطابات الطائفية والتحريضية، ما تسبب في عزوف كثير من المواطنين عن حضور خطب الجمعة أو المشاركة في أنشطة المساجد.

وأكدت مصادر محلية أن حالة من الاستياء الشعبي تتصاعد في المنطقة بسبب مصادرة حرية الخطاب الديني، واحتكار المنابر لخدمة أجندات سياسية وفكرية ضيقة، على حساب الدور الروحي والتوعوي للمسجد في المجتمع.

ويأتي هذا التطور في وقت تتزايد فيه الشكاوى من تسييس الشعائر الدينية من قبل جماعة الحوثي، ما ينذر بتفاقم الانقسام المجتمعي في المناطق الخاضعة لسيطرتها.