آخر الأخبار


الخميس 19 يونيو 2025
كشفت منظمة Airwars في تقرير صادم أن حملة "الفارس الخشن"، التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في اليمن، سجلت أعلى حصيلة للضحايا المدنيين منذ بدء التدخل العسكري الأمريكي في البلاد عام 2002، متجاوزة مجمل خسائر الإدارات الأمريكية السابقة خلال أكثر من عقدين. وأشار التقرير إلى مقتل ما لا يقل عن 224 مدنيًا خلال ثمانية أسابيع فقط من العمليات، بينهم عشرات النساء والأطفال، في هجمات استهدفت مناطق سكنية وأحياء مكتظة.
الحملة تضمنت اثنين من أكثر الهجمات دموية على الإطلاق: الأولى استهدفت ميناء رأس عيسى، وأسفرت عن مقتل 84 مدنيًا، والثانية طالت سجنًا احتياطيًا في صعدة، وقُتل فيها 68 شخصًا. ورغم استخدام أسلحة متطورة مثل قنابل StormBreaker الذكية وصواريخ توماهوك، لم تُتخذ إجراءات فعالة لتقليل الخسائر البشرية، بحسب التقرير. وبينما ترفض القيادة الأمريكية تقديم تفاصيل أو الاعتراف الصريح بالخسائر، تتراكم الأسئلة حول شرعية هذه العمليات، في وقت تواصل فيه منظمات حقوقية توثيق الجرائم، رغم القيود الحوثية على النشر والتصوير.
التقرير نقل شهادات مروعة من الضحايا وذويهم، تُظهر مدى الفجوة بين الخطاب الرسمي الأمريكي وواقع الضربات. الشاب اليمني سليم، الذي فقد خمسة من أقاربه في غارة على الميناء، قال إنهم كانوا "سائقين عاديين لا علاقة لهم بأي جماعة مسلحة"، مضيفًا: "لم نجد منهم شيئًا باقياً... فقط أشلاء متناثرة بين الشاحنات". وتحدثت فرق إسعاف عن مشاهد "تفوق الوصف" في موقع الغارات، حيث كانت الجثث مكدسة تحت الأنقاض، ولم تصل فرق الإنقاذ إلا بعد ساعات بسبب استمرار التحليق في الأجواء.
رغم كل الأدلة والشهادات، لم تعترف القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) حتى الآن بأي مسؤولية رسمية، واكتفت بتصريحات مبهمة عن "التحقيق في الادعاءات". الصحفية إيونا كريغ علّقت على ذلك بقولها: "يبدو أن الإدارة الأمريكية تتبنى نهج الإنكار كوسيلة لتفادي المساءلة، رغم فداحة الخسائر". أما الخبير العسكري ويس براينت، فحذر من أن "استخدام هذه القوة الجوية دون شبكة معلومات موثوقة على الأرض يُعد وصفة لكارثة إنسانية".
منظمات يمنية مثل "مواطنة لحقوق الإنسان" و"مشروع بيانات اليمن" دعت إلى فتح تحقيق دولي مستقل، وتعويض الأسر المتضررة، ومساءلة المتورطين في اتخاذ قرارات الاستهداف. وأكدت أن عدم الاعتراف بالضحايا لا يضاعف فقط من الألم، بل يُفقد الولايات المتحدة ما تبقى من مصداقية أخلاقية في المنطقة.
رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين واشنطن والحوثيين حيّز التنفيذ، إلا أن آثار الحملة ما تزال ماثلة في ذاكرة اليمنيين. في بلد مزّقته الحروب والتدخلات، لا يجد المدنيون مأوى من الموت سوى الأنقاض، ولا يسمعون سوى وعود التحقيق. وبينما تهدأ أصوات الطائرات، تبقى صرخات الضحايا عالقة في الذاكرة، تبحث عن اعتراف، أو على الأقل، إنصاف.
خامنئي قد يصطاد اسرائيل بشباك الوطنية الإيرانية … انفعال ترامب والعرب
بين مطرقة إيران وسندان إسرائيل: متى يسترد العرب قرارهم؟
أول تعليق سعودي بعد تهديدات ترامب بضربة ساحقة لايران
بين قضيتي وأمتي