قال رئيس الدائرة الإعلامية في المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، سمير رشاد اليوسفي، إن الصراع مع جماعة الحوثي ليس خلافًا سياسيًا يمكن حله بتسويات أو حلول وسط، بل هو معركة وجودية تتعلق بمصير الوطن وهويته.

وأوضح اليوسفي في تصريح له أن الخلافات السياسية المعتادة تقوم على مبدأ التفاوض والاعتراف المتبادل، لكن الحوثيين يرفضون أصلًا الاعتراف بوجود الآخر، ويرون أنفسهم أوصياء على الشعب بحكم "تفويض إلهي" يمنحهم، من وجهة نظرهم، الحق المطلق في الحكم والسيطرة.

وأضاف: "نحن لا نواجه جماعة سياسية تؤمن بالحوار، بل نواجه مشروعًا احتلاليًا فكريًا مغلفًا بغطاء ديني زائف. الحوثي لا يؤمن بالديمقراطية ولا يعرف معنى الانتخابات ولا يعترف بحقوق الناس. هو يرى أن الحكم حكر على سلالته، ومن يخالفه يعتبره ضالًا، ومن يناقشه يشكك في ولائه، ومن يطالب بحقوقه يعدّه عدوًا وكافرًا."

وأشار اليوسفي إلى أن استمرار هذا الفكر يحول الدولة إلى سجن، والوطن إلى ملكية خاصة، والشعب إلى رعايا بلا حقوق ولا كرامة. وقال: "هذه ليست معركة على سلطة أو منصب، بل صراع على معنى الوطن وحق العيش فيه بكرامة."

وشدد على أنه لا يمكن البحث عن "حل وسط" مع من ينكر وجود الآخر ويريد إلغاءه، مؤكدًا أن "الخرافة لا تفاوض، بل تنفيك"، وأن تجاهل هذا التهديد اليوم يعني الاستيقاظ غدًا في وطن بلا حرية، يتحول فيه المواطن إلى أسير دائم.