آخر الأخبار


السبت 10 مايو 2025
حذّرت مجلة "فورين افيرز" الامريكية من أن غياب استراتيجية أميركية شاملة تجاه اليمن، والاكتفاء بالحلول العسكرية المؤقتة، قد يؤدي إلى تداعيات إقليمية خطيرة، بينها تصاعد تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية واستقرار المنطقة، واحتمال انهيار الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، مما قد يمهد الطريق لتوسع حوثي جديد أو عودة القاعدة في جنوب اليمن.
وبحسب المجلة فانه بعد أكثر من سبعة أسابيع من الضربات الجوية الأميركية المكثفة التي استهدفت أكثر من 1000 موقع للحوثيين في اليمن، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل مفاجئ وقف العمليات العسكرية ضد الجماعة، مكتفياً بالقول إن الحوثيين "لا يريدون القتال بعد الآن" وإن واشنطن "ستقبل كلمتهم"، لافتة إلى أن الإعلان الذي جاء خلال لقائه برئيس الوزراء الكندي مارك كارني، أعقبه تأكيد من وزير الخارجية العُماني أن بلاده توسطت في اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين، يلتزم فيه الحوثيون بعدم استهداف الولايات المتحدة، دون أي التزامات تجاه إسرائيل أو السفن المرتبطة بها.
واعتبرت مجلة "فورين أفيرز" في تحليل بعنوان "لماذا لم تستطع أمريكا كسر الحوثيين"، أن ما يثير الدهشة في هذا التحول هو أن الوضع الميداني والسياسي للحوثيين لم يتغير كثيراً عن لحظة بدء حملة "الفارس الخشن" في 15 مارس، مشيرة إلى أن الحوثيين لم يكونوا يستهدفون السفن الأميركية أساساً، بل ركزوا عملياتهم على السفن "الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل"، واستمروا في استهدافها حتى بعد وقف الضربات، مؤكدين أن هجماتهم مرتبطة باستمرار الحرب في غزة. بمعنى آخر، فإن الاتفاق لم ينتزع من الحوثيين أي تنازل فعلي، بينما اعتبروه هم انتصاراً سياسياً وعسكرياً.
حملة مكلفة دون مكاسب استراتيجية
ووفق المجلة، فان الحملة الأميركية التي تُعد الأكبر في عهد ترامب من حيث النطاق والكلفة، كلّفت أكثر من ملياري دولار، وشملت استخدام حاملتي طائرات وقاذفات "بي-2" وطائرات "ريبر"، إضافة إلى نشر أنظمة "باتريوت" و"ثاد" للدفاع الجوي. ورغم الضغط العسكري والاقتصادي الهائل، بما في ذلك إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، لم تتمكن واشنطن من تحقيق أهدافها الاستراتيجية. فقد حافظ الحوثيون على بنيتهم القيادية، وتمكنوا من الاستمرار في تهديد الملاحة، بل ونفذوا في مطلع مايو هجوماً صاروخياً استهدف محيط مطار بن غوريون في تل أبيب.
اعتبارات سياسية داخلية وخارجية
واعتبرت المجلة أن وقف الحملة لم يكن فقط استجابة لثبات الحوثيين، بل أيضاً نتيجة حسابات داخلية أميركية. فالحملة أثارت قلقاً متزايداً داخل واشنطن من الانزلاق إلى حرب طويلة جديدة في الشرق الأوسط، خاصة مع تصاعد الكلفة البشرية والمادية، وتنامي الضغط على القدرات العسكرية الأميركية الموزعة بين دعم أوكرانيا وإسرائيل، والتصدي للتهديدات الصينية. كما أن الخطأ في ضرب مواقع مدنية، مثل مرفأ رأس عيسى ومركز احتجاز مهاجرين، قوّض مصداقية الحملة وأثار انتقادات حقوقية.
ما بعد وقف الحملة: تحديات مستمرة
ولفتت المجلة إلى أنه يُنظر إلى القرار الأميركي على أنه منح الحوثيين فرصة لإعادة التموضع والادعاء بالنصر، مما قد يعزز من طموحاتهم في الداخل اليمني والإقليم. في المقابل، تلاشى أمل الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في الحصول على دعم أميركي لشن هجوم بري لاستعادة المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. هذا الوضع يهدد بحدوث انهيار داخل الحكومة اليمنية، ما قد يفتح المجال لتوسع الحوثيين أو لعودة تنظيم القاعدة في جنوب البلاد.
دعوة لاستراتيجية بديلة
وترى المجلة أن واشنطن بحاجة إلى نهج أكثر توازناً يقوم على الضغط السياسي والاقتصادي المنسق مع الحلفاء، خاصة السعودية والإمارات، مع دعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى اتفاق سياسي شامل يفرض قيوداً على تسليح الحوثيين ويضمن تقاسماً عادلاً للسلطة في اليمن. فالتعامل مع التهديد الحوثي كقضية معزولة عن الوضع الداخلي في اليمن، كما عبّر عنه نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، يُعد خطأ استراتيجياً، لأن مصدر قوة الحوثيين ينبع من غياب توازن داخلي فعّال يقيّد طموحاتهم.
ولفتت مجلة "فروين افيرز" إلى أنه رغم الضربات الأميركية المكثفة، خرج الحوثيون من المواجهة أكثر جرأة، بعد أن صمدوا أمام واحدة من أعنف الحملات الجوية الأميركية منذ سنوات. وإذا لم تتحرك واشنطن سريعاً بالتنسيق مع حلفائها لإعادة التوازن داخل اليمن، فإن الجماعة ستواصل تهديداتها للملاحة الدولية والإقليمية، ولن تكون الضربات العسكرية كافية لردعها مستقبلاً.
صديقي الذي خسر وظيفته وزوجته بسبب كلب
حين يتحوّل الفشل إلى خيانة وطنية
هل تستعصي ادوات ايران
أعجوبة مذهلة تنقذ أبناء محافظة يمنية وتفرح قلوبهم
بحاجة إلى مصحات نفسية!!!!!