الاثنين 26 مايو 2025
الرئيسية - أخبار الخليج - عدن.. الكوليرا تفتك بالأحياء ومراكز العزل تنهار
عدن.. الكوليرا تفتك بالأحياء ومراكز العزل تنهار
الساعة 08:27 صباحاً (بوابتي )

في ظل صمت حكومي وتراجع الدعم الدولي، تتفشى الكوليرا من جديد في العاصمة المؤقتة عدن، مهددةً حياة الآلاف في واحدة من أسوأ الأزمات الصحية التي تعصف بالمدينة منذ سنوات.
مكتب الصحة في عدن أعلن في رسالة عاجلة أن المنحنى الوبائي شهد ارتفاعًا حادًا منذ مطلع مايو، مع تسجيل ما لا يقل عن 40 حالة إصابة يوميًا، وسط انهيار متسارع في قدرات مراكز العزل والكوادر الطبية.

وقال مدير المكتب، الدكتور أحمد البيشي، إن الوضع "كارثي بكل ما تعنيه الكلمة"، خصوصًا بعد توقف دعم منظمة الهجرة الدولية لمركز عزل الكوليرا منذ أكثر من ثلاثة أشهر، مما أدى إلى توقف العمليات بشكل شبه كامل. "ما تبقّى لنا هو طاقم طبي يعمل بروح تطوعية، في ظروف لا تليق حتى بالمساعدات الأولية"، يضيف البيشي.



ورغم تدخل منظمة الصحة العالمية مؤخرًا، فإن المساعدة كانت رمزية لا توازي حجم الكارثة، حيث وفرت ثلاثة أطباء وتسعة ممرضين فقط، ليواجهوا وحدهم تدفقًا يوميًا للمصابين، فيما تعاني بقية المراكز من نقص حاد في المحاليل الوريدية، الأدوية الأساسية، وحتى المياه النظيفة.

في الأحياء المكتظة كسوق الشيخ عثمان ودار سعد، تزداد المخاوف من انتشار المرض بين الأطفال وكبار السن، حيث لا تزال مياه الصرف الصحي تتسرب في الشوارع، بينما تشهد حملات النظافة تراجعًا حادًا.

"كل يوم نسمع عن حالة جديدة، وأطفال الجيران بدؤوا يعانون من الإسهال الشديد"، تقول أم وسيم، وهي أم لخمسة أطفال في حي شعبي بعدن. "لا مستشفى يقبلهم، ولا دواء في الصيدليات... الكوليرا صارت تحاصرنا".

تُضاف هذه الكارثة إلى أزمات عدن المتراكمة، من الانقطاع المستمر للكهرباء، إلى تدهور مياه الشرب، وغياب أي خطة طوارئ من قبل السلطات المحلية، ما يضع ملايين السكان أمام مستقبل غامض.

في ظل هذا الانهيار، وجه مكتب الصحة مناشدة إلى وزارة الصحة والمنظمات الدولية، مطالبًا بسرعة إعادة تشغيل مركز العزل، وتوفير الدعم اللوجستي والدوائي، قبل أن تتحول عدن إلى بؤرة وبائية مغلقة يصعب السيطرة عليها.


آخر الأخبار