لا يزال مصير خبير الطيران المسيّر والصواريخ في صفوف مليشيا الحوثي، زكريا عبدالله يحيى حجر، يكتنفه الغموض، بعد تقارير إعلامية رجّحت مقتله في غارة جوية أمريكية استهدفت موقعاً سرياً شمال العاصمة صنعاء في مارس الماضي.

وذكر موقع "ديفانس لاين" أن حجر، البالغ من العمر 39 عاماً والمعروف داخل الجماعة باسمه الحركي "هاجر"، يعد أحد أبرز العقول العسكرية العاملة في الظل، ويمثل حلقة وصل مركزية بين الحوثيين والحرس الثوري الإيراني.

وينحدر حجر من منطقة رحبان بمحافظة صعدة، معقل الجماعة، وسبق أن تلقى تدريبات متقدمة في إيران ولبنان وسوريا ضمن برامج مشتركة مع فيلق القدس، حيث ساهم بشكل مباشر في تطوير برنامج الطائرات المسيّرة التي استخدمتها المليشيا في الحرب داخل اليمن وضد أهداف عسكرية واقتصادية في السعودية والإمارات.

وبحسب التقرير، فإن حجر لا يملك أي خلفية تعليمية نظامية، لكنه صعد داخل الجماعة بفضل مشاركته المبكرة في حروب صعدة، وعلاقاته القريبة من زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، الذي يُقال إنه يرتبط به بالمصاهرة، ما مكّنه من تولي مناصب حساسة في وحدات التصنيع والتسليح، لاسيما في وحدة الطيران المسيّر التي يشرف عليها شخصيًا.

ويُعرف حجر بسريته العالية، حيث يتنقل بهويات مزورة وأسماء مستعارة، وتُفرض حوله حراسة مشددة، ولم تظهر له سوى صورة وحيدة تعود لعام 2013، وفق "ديفانس لاين".

وكانت المملكة العربية السعودية قد أدرجت حجر على قائمة الإرهاب في أغسطس 2022، متهمة إياه بالتورط في تهريب الأسلحة الإيرانية وتنفيذ هجمات ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن. كما يُحاكم غيابيًا أمام المحكمة العسكرية في مأرب منذ عام 2022 بتهم التمرد والإرهاب.

ورغم مرور أشهر على الضربة الجوية المزعومة، لم تُصدر جماعة الحوثي أي بيان ينفي أو يؤكد مقتل حجر، في مؤشر على حساسية موقعه داخل المنظومة القتالية للمليشيا، واستمرار حالة التعتيم المقصودة حوله.