آخر الأخبار


السبت 17 مايو 2025
في تطور لافت يكشف عن تعقيدات التوسع العسكري الإسرائيلي، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن تفاصيل غير مسبوقة تتعلق بعمل وحدة الاستخبارات الجوية الإسرائيلية في "ساحة اليمن"، التي باتت تشكل محوراً استخباراتياً مستقلاً ضمن سلاح الجو، في ظل تزايد هجمات الحوثيين على أهداف إسرائيلية منذ اندلاع حرب غزة.
وصف مسؤول رفيع في استخبارات سلاح الجو نتائج الهجمات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على اليمن بأنها كانت "موجعة جداً"، مؤكداً أن بنك الأهداف الذي اعتمدته تل أبيب لم يكن عشوائياً، بل خضع لتوسعة منهجية خلال الأشهر الماضية مع تصاعد تهديدات الحوثيين. وأضاف: "من اللحظة التي تمسك فيها ساحة، تبدأ بتوسيع النظر إليها".
وبحسب الصحيفة، أنشأت وحدة "لمدان" الاستخبارية قسماً جديداً مطلع عام 2025 باسم "ساحة اليمن"، يضم أربعة ضباط مختصين في جمع المعلومات وتقديم التوصيات الهجومية والدفاعية. وكانت هذه الساحة سابقاً من مسؤولية ضابط واحد فقط. ويقود الرائد "د" هذا القسم، الذي ينسق مباشرة مع سلاح الجو لوضع الخطط وتنفيذ الضربات الجوية.
في هذا السياق، أكد الرائد "تش"، رئيس قسم العمليات الجوية، أن "القرارات تُتخذ لحظة بلحظة"، مشيراً إلى أن المعلومات الاستخبارية هي التي تحدد حالة التأهب والتدخل السريع. وأوضح أن الضباط يعملون مع "خلية التنبيه" لتفعيل منظومات الدفاع الجوي أو إطلاق الطائرات فوراً، بحسب التهديد.
وفي حادثة مؤثرة، استذكر الضابط "تش" صباح يوم 3 مايو حين تلقى إنذاراً عن استهداف صاروخي طال مطار بن غوريون على مسافة 350 متراً من تيرمنال 3، ما شكّل إخفاقاً مشتركاً لمنظومتي "حيتس" الإسرائيلية و"ثاد" الأميركية. وعلّق قائلاً: "لا يوجد دفاع 100%، نحقق في ما جرى".
جاء الرد الإسرائيلي بعد يوم ونصف عبر عمليتين متتاليتين: "مدينة الموانئ" استهدفت ميناء الحديدة، و**"الوقوف الرأسي" (Headstand)** شلّت مطار صنعاء واستهدفت محطة كهرباء حيوية. شاركت في الغارات طائرات F-15 وF-16 و"أدير"، بإسناد من طائرات تزود بالوقود واستخباراتية.
وقبيل استهداف مطار صنعاء، صدر تحذير نادر من جيش الاحتلال يطلب من المدنيين إخلاء المطار. ووفق الاستخبارات، فإن الرسالة "وصلت" بالفعل، وأشارت الرائدة الاحتياط "ت" إلى أن المنطقة أُعلنت خالية قبل بدء الضربة. رغم ذلك، سقط شهداء وجرحى مدنيون، وسط نفي إسرائيلي لاستهداف مواقع مدنية.
المسؤول الاستخباري الرفيع لخّص نتائج الهجوم قائلاً: "شللنا المطار ودمرنا الطائرات التي تُستخدم لنقل السلاح"، واصفاً ذلك بأنه ضرب لشريان حيوي للحوثيين. لكنه أقر بوجود "بُعد مجهول" في أي هجوم، ما يستدعي خططاً دقيقة لتفادي المفاجآت.
وفي تلميح لرسالة موجهة إلى طهران، أضاف المسؤول: "الهجوم على اليمن رسالة إلى إيران بأننا قادرون على الوصول لمسافة 2000 كلم، وهي أبعد من المسافة الفاصلة بيننا وبينها".
ووصف الحوثيين بأنهم "عدو صغير بإمكانات أقل من إيران"، لكنه أكد أن الساحة اليمنية "معقدة جداً" وتتطلب جمع معلومات بأساليب مختلفة، نظراً لطول المسافة، وصعوبة الجغرافيا، وتشابك العوامل الميدانية.
وفي ختام حديثه، قال: "الهجمات الأخيرة هزّت الحوثيين، لكنها لن توقفهم. الأمر أعمق من مجرد ضربة جوية".
بين بغداد وصنعاء.. شجاعة الدولة في وجه السرديات المريضة
من الرابح ؟
الرئيس اليمني في بغداد.. الرسالة وصلت
تغطية الفشل ببروباغندا إعلامية
جريمة على مرأى ومسمع العالم