كشف نائب وزير الخارجية الإيراني، كاظم غريب آبادي، اليوم الثلاثاء، أن طهران تلقت مؤخرًا مقترحًا أمريكيًا لعقد جولة خامسة من المحادثات النووية، مؤكداً أن القيادة الإيرانية تدرس المقترح حاليًا، دون تقديم تفاصيل إضافية حول فحوى المبادرة أو توقيتها النهائي.

وجاءت هذه التصريحات في وقت أعلن فيه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قبل أيام، أن إبرام اتفاق نووي جديد مع إيران "بات قريبًا جدًا"، مشيرًا إلى تقديم عرض رسمي لطهران، ومطالبًا الإيرانيين بـ"التحرك سريعًا وإلا سيحدث أمر سيء"، في تهديد مباشر لم يُخفِ خلاله احتمال التصعيد.

روما مرشحة لاستضافة الجولة الجديدة
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إيراني - لم تُفصح عن اسمه - أن الجولة المقبلة من المحادثات قد تُعقد في العاصمة الإيطالية روما مطلع الأسبوع المقبل، غير أن الموعد والمكان لم يُؤكدا رسميًا حتى الآن.

خلافات مستمرة حول التخصيب
رغم تأكيد طهران استمرارها في النهج التفاوضي، إلا أن المباحثات لا تزال محفوفة بالتوترات، وسط استمرار الخلاف الجوهري بين الجانبين حول قضية تخصيب اليورانيوم.

وفي هذا السياق، صرّح مجيد تخت روانجي، نائب آخر لوزير الخارجية الإيراني، يوم أمس الإثنين، بأن المحادثات ستفشل في حال أصرت واشنطن على مطالبة طهران بوقف تخصيب اليورانيوم، وهو النشاط الذي تعتبره الولايات المتحدة بوابة محتملة لإنتاج أسلحة نووية.

من جانبها، تؤكد طهران أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية بحتة، مثل توليد الكهرباء والبحث الطبي، وترفض أي مزاعم تتعلق بتطوير قنبلة نووية.

خلفية الانسحاب من الاتفاق النووي
وكان ترامب، خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021)، قد انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، واصفًا الاتفاق بأنه "منحاز لصالح إيران"، قبل أن يُعيد فرض عقوبات اقتصادية شاملة على طهران، والتي ردّت لاحقًا بتوسيع برنامجها النووي وزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم، ما زاد من حدة التوترات في المنطقة.

وتأتي هذه التحركات في ظل ترقب دولي لأي مؤشرات على إحياء المسار الدبلوماسي المتعثر بين واشنطن وطهران، وسط مخاوف من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة أشمل في حال فشل الجانبان في التوصل إلى تفاهم جديد.