كشفت القناة الإسرائيلية 12، مساء الخميس، عن تقدم ملموس في المحادثات بين إسرائيل وحركة حماس، مع اتفاق مبدئي بين الطرفين على بدء وقف لإطلاق النار خلال الساعات المقبلة.

وذكرت القناة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على مقترح أمريكي جديد لوقف إطلاق النار، قدّمه مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف. ويتضمن المقترح هدنة لمدة 60 يومًا، تشمل تبادل الأسرى والمحتجزين، وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى مواقعها التي كانت عليها قبل انهيار الهدنة السابقة، إضافة إلى دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بإشراف الأمم المتحدة.

من جانبها، أعلنت حركة حماس أنها توصّلت إلى اتفاق مبدئي مع ويتكوف على إطار شامل يُفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وتشكيل لجنة مهنية لتولي إدارة شؤون غزة.

ورغم التقدم، لم يُعلن رسميًا عن موعد تنفيذ الاتفاق، فيما لا تزال بعض التفاصيل محل نقاش بين الأطراف المعنية.

وتشير القناة الإسرائيلية إلى أن الاتفاق يمنح إسرائيل حق استئناف العمليات العسكرية في حال فشل المفاوضات في التوصل إلى اتفاق نهائي. كما يُمكن استمرار المحادثات بالتوازي مع إطلاق سراح مزيد من المحتجزين.

ويتضمن المقترح الأمريكي إعادة إدارة توزيع المساعدات إلى الأمم المتحدة، بدلاً من "مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي سيطرت عليها منذ بدء عملية "القوة والسيف" في 18 مارس الماضي.

وبحسب البنود المقترحة، ستُطلق إسرائيل سراح 125 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالسجن المؤبد، و1111 معتقلاً من غزة اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر 2023، وذلك مقابل الإفراج عن 10 محتجزين إسرائيليين أحياء. كما سيتم تسليم جثامين 180 فلسطينيًا على دفعتين، مقابل 18 جثمانًا إسرائيليًا.

وينص الاتفاق أيضًا على وقف فوري لكافة العمليات العسكرية الهجومية الإسرائيلية في غزة. وفي اليوم العاشر من الهدنة، تقدم حماس قائمة بأسماء المحتجزين وتفاصيل تقاريرهم الطبية.

وأفادت مصادر مطلعة بأن الولايات المتحدة تسعى بقوة لإنجاح هذا الاتفاق، حتى لو تطلب ذلك استخدام "لغة دبلوماسية مبتكرة"، في ظل نفاد صبر ويتكوف تجاه تصلب المواقف الإسرائيلية، بحسب ما نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مسؤول إسرائيلي.

وبحسب ما تم تسريبه من وثيقة ويتكوف، فإن مصر وقطر والولايات المتحدة ستكون الأطراف الضامنة للهدنة، فيما شددت الوثيقة على ضرورة أن تتم عمليات تبادل الأسرى والمساعدات بعيدًا عن المظاهر الاحتفالية.

وأكدت الوثيقة أيضًا أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يتابع الملف بشكل مباشر، وسيتولى الإعلان عن الاتفاق بنفسه، مع تولي مبعوثه الخاص استكمال تفاصيل التفاوض وقيادة العملية السياسية.