بدأ حجاج بيت الله الحرام، صباح اليوم، أداء طواف القدوم حول الكعبة المشرفة، إيذانًا ببدء مناسك الحج لهذا العام، وسط أجواء روحانية مفعمة بالإيمان والخشوع، واستعدادات مكثفة من الجهات المعنية لتأمين سلاسة الحركة والتنقل بين المشاعر المقدسة.

وتوافد الحجاج إلى المسجد الحرام وهم يرتدون ملابس الإحرام البيضاء، في مشهد مهيب تتجلى فيه وحدة المسلمين وتساويهم، فيما علت الدعوات والابتهالات في أرجاء الحرم الشريف. ومن بين تلك الدعوات المؤثرة، قال الحاج السوداني وليد علي أحمد: "نسأل الله أن يمنّ على السودان وسائر الدول الإسلامية بالأمن والأمان، والازدهار والكرم، وأن يوحد صفوفها."

ورغم ارتفاع درجات الحرارة، برزت مشاهد إنسانية مؤثرة، جسّدها المتطوعون الذين انتشروا في ساحات الحرم ومداخله، حيث قاموا بتوزيع عبوات المياه الباردة على الحجاج في مبادرات تعبّر عن روح الكرم والتكافل. وقال المتطوع محمد سري: "في هذه الأيام المباركة، نقوم بالتطوع لتوزيع المياه على الحجاج، ضيوف الرحمن، وتخفيف وطأة الحر عليهم."

وشهدت الساحات لقطات مؤثرة لحجاج يقدمون المساعدة لبعضهم البعض، من بينها مشهد حاج يدفع والدته على كرسي متحرك باتجاه بوابات المسجد، بينما زينت أسراب الحمام الأجواء في منظر مألوف في مواسم الحج.

ووفقًا للبيانات الرسمية، يشارك هذا العام أكثر من 1.4 مليون حاج في أداء الفريضة، وسط إجراءات تنظيمية دقيقة تهدف إلى ضمان السلامة وسهولة التنقل بين المشاعر.

ورغم التطورات الكبيرة التي شهدها تنظيم الحج، تبقى إدارة الحشود الضخمة أحد أبرز التحديات، لا سيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تتطلب تعزيز الخدمات الإغاثية والوقائية. وقد كان لمبادرات توزيع المياه هذا اليوم أثر ملموس في دعم راحة الحجاج وتخفيف مشقة الأداء في الأجواء الحارة.