في مشهد يبدو أن الصدفة وحدها هي التي جمعت بين الطرفين المتنازعين، أعلن التلفزيون الإيراني وهيئة البث الإسرائيلية، كلٌ على طريقته، عن إقامة "احتفال النصر" في نفس التوقيت اليوم الساعة السادسة مساءً؛ الأول في ساحة الثورة بطهران، والثاني في ميدان رابين بتل أبيب.

ما يجعل المفارقة لافتة هو أن هذا "التزامن الزمني" يأتي بعد حرب خاطفة دامت 12 يومًا اندلعت في 12 يونيو 2025 حين شنت إسرائيل هجمات مكثفة على مواقع نووية وعسكرية إيرانية ضمن ما عُرف بعملية "الأسد الثائر"، ردّت عليها طهران بهجمات صاروخية طالت تل أبيب وقاعدة أمريكية في قطر.

التصعيد بلغ ذروته مع تدخل عسكري أمريكي مباشر بأمر من الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي أرسل قاذفات B-2 لضرب أهداف استراتيجية داخل إيران، ما دفع طهران لتوسيع ردها على مصالح أمريكية وإسرائيلية في المنطقة.

وبعد أيام من القصف المتبادل، أعلن ترامب بنفسه عبر منصة "تروث سوشيال" عن وقف كامل لإطلاق النار في 23 يونيو، وكتب حينها بما يشبه إعلان النصر لكل الأطراف: "الكل فاز، الكل سعيد... فلنعود لمنازلنا!"

الطريف أن الاحتفالات المقررة اليوم في العاصمتين تتزامن تمامًا وكأن الحرب كانت مباراة كرة قدم وانتهت بالتعادل، مع توزيع الميداليات الذهبية على الجانبين. بعض المعلقين سخروا قائلين: "يبدو أن الجانبين يحتفلان في نفس الساعة كلٌ بانتصاره الشخصي، ومن يدري؟ قد يتصلان ببعض لتبادل التهاني."

وفي حين يسارع كل طرف لرفع رايات النصر أمام جماهيره، يبدو أن التصفيق هو الشيء الوحيد الذي لم يعد يخضع لشروط وقف إطلاق النار.