حذّر مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن من استمرار التهديد الواسع الذي تمثله الألغام الأرضية ومخلفات الحرب غير المنفجرة، مؤكداً أن اليمن ما تزال تُعد من أكثر الدول تلوثاً بهذه المواد الخطرة على مستوى العالم.

وأوضح المكتب، في منشور على حسابه الرسمي بمنصة "إكس" (تويتر سابقاً)، أن هذه المخلفات تُشكل خطراً مباشراً على المدنيين، وتُسفر عن عدد كبير من الإصابات، إلى جانب ما تخلّفه من آثار مدمرة تطال حياة الأفراد والأسر والمجتمعات المحلية بشكل عام.

ويأتي هذا التحذير في ظل تصاعد القلق الإنساني من استمرار انتشار الألغام في مناطق عدة من البلاد، لا سيما في المناطق التي شهدت معارك عنيفة خلال سنوات النزاع، مما يعيق حركة المدنيين ويحول دون عودة كثير من النازحين إلى مناطقهم الأصلية.

وتدعو منظمات إنسانية، بينها الصليب الأحمر، إلى مضاعفة الجهود في إزالة الألغام وتعزيز برامج التوعية المجتمعية، في ظل غياب حلول شاملة تحدّ من تفاقم هذه الأزمة الإنسانية المستمرة.

وتشير التقديرات إلى أن الألغام الأرضية ومخلفات الحرب تسببت في أكثر من 2,500 ضحية مدنية منذ اندلاع الصراع في 2015 حتى أواخر 2024، بينهم أكثر من 900 قتيل.

ويمثل الأطفال نسبة كبيرة من الضحايا، حيث سُجّلت مئات الإصابات والبتر في صفوفهم نتيجة العبث أو اللعب بأجسام متفجرة غير معروفة.

وخلال العام 2023، وثّقت منظمات حقوقية محلية ودولية ما لا يقل عن 440 ضحية (بين قتيل وجريح) بسبب الألغام ومخلفات الحرب، معظمهم في محافظات الحديدة وتعز وحجة والجوف ومأرب والبيضاء.

وتشير التقارير إلى أن جماعة الحوثي زرعت أكثر من مليون لغم متنوع (أرضية، بحرية، مضادة للأفراد والدروع)، ما يجعل اليمن من أكثر الدول تلوثاً بالألغام منذ الحرب العالمية الثانية.