أثر ذكر الله على الدماغ
2017/06/06
الساعة 11:18 صباحاً
عبد الدائم الكحيل
آخر ما يتوقعه الملحد أن يكون دماغه يعمل بطريقة مختلفة عن دماغ المؤمن، وهذا يؤكد أن الإلحاد شيء شاذ وغريب عن الفطرة الإنسانية.
هناك علم جديد يدعى neurotheology يهتم بدراسة الإيمان والإلحاد من الناحية العصبية.. يستخدم فيه العلماء أجهزة المسح بالرنين المغناطيسي الوظيفي للدماغ، بهدف اكتشاف تأثير الإيمان على الدماغ، والفرق بين دماغ المؤمن ودماغ الملحد.. فماذا كشف العلماء أخيراً؟
فهذا هو الباحث الأميركي Andrew Newberg، عندما قام بدراسة مجموعة من الملحدين ومجموعة من المؤمنين ووجد نتائج مذهلة.
فدماغ المؤمن ينشط في منطقة الناصية prefrontal cortex المسؤولة عن العاطفة والقيادة، أما دماغ الملحد فتنشط فيه الأجزاء التحليلية حتى أثناء الراحة.
خلال التأمل والصلاة والتفكر في الله.. ينشط جهاز مهم يدعى limbic system، الذي ينظم عاطفة الإنسان.
إن هذه النتائج تؤكد أن الإيمان بالله موجود في دماغ كل إنسان، ولكن الملحد ينكر ذلك.
تظهر الصور الملتقطة بجهاز المسح بالرنين المغناطيسي الوظيفي أن المحافظة على الصلاة، والتأمل يحدث نشاطاً إيجابياً في منطقة الناصية، وبنفس الوقت يخفض النشاط في المنطقة المسؤولة عن الإحساس بالفضاء أو المكان.. ما يساعد على الهدوء النفسي، وزيادة القدرة على التفاعل العاطفي مع الآخرين.. وهكذا فالصلاة لها فوائد نفسية ملموسة.
دراسة نشرت في مجلة العلوم النفسية عام 2010، تؤكد أن التفكير بالله يخفف الإجهادات، ويساعد على الشعور بالراحة النفسية.. وهذا يتفق مع قوله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].
بالمقابل، وجدت الدراسة أن الملحد يشمئز عندما يذكر الله، وتحدث اضطرابات وتشويش في دماغه.. هذه الدراسة تتفق مع آية قرآنية تقول: (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [الزمر: 45].. مع العلم أن الدماغ هو مرآة للقلب.. والقلب هو الذي يصدر الإشارات أو التعليمات للدماغ، فالقلب هو مصدر المعلومات.
إن توافق هذه الآيات مع نتائج البحث العلمي لهو دليل قوي على أن القرآن كلام الله تعالى.. لأنه لا يمكن لبشر عاش قبل أربعة عشر قرناً أن يتنبأ بما يدور في عقل الملحد، ويعبر عن ذلك بكلمات بليغة جداً.. كما قال تعالى: (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الزمر: 22].