حذرت صحيفة "أخبار العالم" الإيرانية من سير الرئيس حسن روحاني باتجاه "انقسام الدولة أو انتحارها" إذا ما تحولت الشعارات الواردة في خطاباته إلى واقع عملي. وفي مقال نشرته، الجمعة 7 يوليو 2017، انتقدت الصحيفة ذات التوجه المحافظ، حديث روحاني عن أن "السعي لكي تكون إيران أقوى دولة في المنطقة يجب ألا يكون أولوية"، ورفضه سياسة وقوف إحدى دول المنطقة في مواجهة الدول الأخرى "لتتبجح بقوتها في وجوههم وتنشر الفرقة والانقسام فيما بينهم"، حسب تعبيره. فكلام روحاني الذي زعم في خطاب له أن "إيران أحد أعضاء عائلة واحدة في منطقة مهمة من الشرق الأوسط وغرب آسيا، ولا تستطيع أن تنفصل عن محيطها"؛ يبدو لائقًا بمُصلِح اجتماعي. أما إذا كان يقصد معناه السياسي فإن ذلك يعني أنه يجهل تمامًا الواقع الاستبدادي للمحيط الذي يتحدث عنه، حسب زعم المقال. وأبدى الكاتب اندهاشه من مضمون الخطاب الذي جاء في أوج القوة الإيرانية في المنطقة، و"في ظل سيادة قانون الغاب في العالم وتقرير الدول الأقوى مصائر باقي الدول"، مضيفًا: "ليس أمام الحملان اختيار سوى أن تمُزَّق بأسنان الذئب". ويشير المقال إلى أن قوة إيران وسلطتها التي فرضتها على المنطقة لا تكمن في بندقية ولا قذائف فقط، بل في أيديولوجية الثورة الإسلامية ومدى انتشارها؛ ما يعني أن المقوم الفكري هو الأساس لمشروع الدولة؛ لذا فإن الأفكار التي يحملها خطاب روحاني تنذر بخطر داهم. واعتبر الكاتب الاتفاق النووي إحدى نتائج أفكار روحاني غير الواقعية؛ إذ لم تستطع إيران -بعد مرور سنتين على توقيعه- إنهاء العقوبات المفروضة عليها؛ "لأن ذات العقوبات فُرضت لكن بشكل آخر؛ ما يعني أن الاتفاق تحول إلى خسارة محضة"، حسب رأيه. واعتبر المقال أيديولوجية الثورة الإيرانية مرادفًا لما سماه "الديمقراطية الدينية" التي "يواجه أنصارها بمقاومة ورد عنيف من الحكومات العربية الاستبدادية لإحباط أي محاولة للتغيير في المنطقة"، حسب تعبيره. واعترف الكاتب بأن إيران شكَّلت ما يسمى محور المقاومة في المنطقة لنشر قوتها الأيديولوجية سالفة الذكر، لا لتحقيق المصالح الوطنية فقط؛ ما يعني أن أي سبيل سوى تعزيز هذه القوة من جانب روحاني سيكون على حساب أمن الدولة، على حد قوله.