بقلم:عبد الباري عطوان

الأردن في عين “عواصف المنطقة ” وعمان تستضيف مسارات التفاوض السري:  نجل صالح والحوثيين في مواجهة الأمريكيين وحماس تتواصل مع الإسرائيليين  ..إتصالات “مالية” بين السعودية والدروز وأخرى “أمنية” بين مشايخ الأنبار والبنتاغون

تشهد العاصمة الاردنية عمان خلف الكواليس مفاوضات واتصالات  سرية في بعض فنادقها تشمل عدة اطراف وحكومات في المنطقة .

موجة من الاتصالات السرية برعاية امريكية يستضيفها الاردن هذه الايام وسط حالة نشاط غير مسبوقة في هذا الاطار  .

 الحلقة الاهم وفقا لمصادر برلمانية محلية تتمثل بوجود نجل الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح  اضافة لخمسة على الاقل من القيادات البرلمانية المحسوبة على الحوثيين في حالة تفاوض حاليا مع مسؤولين امريكيين في العاصمة الاردنية عمان .

الوفد المني الذي يمثل مجموعة صالح والحوثيين وصل مساء الخميس الى عمان التي سمحت سلطاتها بقامة هذا الحوار بين اليمنيين والأمريكيين بدون تدخل منها .

 اجندة اللقاء التفاوضي مع مستشارين امريكيين تتمثل في تسوية الخلافات الداخلية والوصول الى صيغة ترقى الى مستوى معادلة تسوية سياسية تسمح بإعادة الانتاج لموقف في عاصفة الحزم .

” راي اليوم ”  فهمت بان السعودية مطلعة على هذه الاتصالات وان الجانب الاردني يؤيد البحث عن مبادرة سياسية مع الحوثيين وتيار صالح للاتفاق على مخرج استراتيجي لازمة عاصفة الحزم.

الحلقة الثانية الاهم والتي حصلت في اطار من التكتم الشديد وبدون تسرب معلومات جوهرية تمثلت بحصول اتصالات بين مسؤولين في الحكومة الاسرائيلية ومسؤولين في حركة حماس بالضفة الغربية وقطاع غزة وتضمنت هذه الاتصالات تعزيز اتصالات سابقة حصلت عبر وسيط اوروبي تتعلق باتفاق التبادل والميناء البحري بين اسرائيل وحركة حماس وهدنة طويلة الامد .

الجديد في الموضوع ان هذه اللقاءات تتم بصورة مباشرة الان وعبر لجنة مختصة في السفارة الامريكية  تمثل الخارجية وبإقرار وموافقة السلطات الاردنية.

جولة ثالثة من اللقاءات السرية تتم ايضا في عمان حاليا بين مسؤولين من مشايخ عشائر الدروز في سورية ولبنان ومسؤولين سعوديين .. الهدف هنا تأمين دروز السويداء بواردات السلاح عبر الاردن في مواجهة تنظيم داعش وبالنتيجة تطبيق ما التزم به سابقا بالمبالغ المالية التي وافقت السعودية على تخصيصها ضمن برنامج تامين  حماية الدروز .

جولة رابعة من الاتصالات تجري ايضا بوجود مباشر للأردن تحديدا بين نخبة من رجال الاعمال وقادة بارزين في عشائر الانبار العراقية وبين مسؤولين في البنتاجون الامريكية والهدف تنسيق الاولويات لسيناريو الانبار في مواجهة داعش .

لذلك تنتعش اتصالات ومفاوضات الكواليس السرية في محطة عمان  عبر ملفات تناقش بعيدا عن الاضواء .