المتأملون وحدهم من يقرأوا المتغيرات..
2018/05/10
الساعة 11:24 مساءً
للكاتبة سمية دماج
هكذا هي الحقيقة والواقع الذي بات ملموساً بكل جوانبه ..خاصة عندما يقوم بمثل هكذا احداث شخصية تدرك ماهي المتغيرات وأين تصب، كنت أقولها عن بن دغر.. وكان البعض يتخيلها تنميق وتقرب ,ولكن المعطيات وحجم الشخصية التي تلعب الدور.. هي وحدها من جعلتني أراهن على إنتصاره، خاصة أن الصراع ..هو صراع سياسي مبني على حكمة العقل وكيفية تسخيره ..مستفيد من تطلعه للبعد السياسي وإدراك إنعكاساته على الواقع التي لا يمكن تجاوزه .
اليوم فقط أستطيع أن اقول أن أحمد عبيد بن دغر ..حول أحداث سقطرى كما حول أحداث عدن إلى إنتصار ساحق. رغم أنه لا يمتلك دبابة ولا مدفع ولامجاميع مسلحة يراهن عليهم ..لكنه يمتلك سلاحا أكثر فاعلية ,,وهو سلاح قراءة المتغيرات الدولية والاقليمية وهي متغيرات لامكان لها أن تتجاوز ما رسم واعد وإن تركت مساحة لمن يحمل في قلبه مطامع إلا إنها سريعآ ما تعيدها إلى نفس السياق المعد والمرسوم.
ها هي أحداث سقطرى تتحول من نكبة ..سعى المتباكون والمستثمرون إلى ركب الموجة كلٌ بأغراضه وما يحمل من أجندة لتتغير الأحداث بسرعة فائق ,وتعيد الموازين إلى نصابها .فتجد تلك القوى وأبواقها أنفسهم يجرون الخيبة والإنكسار ..متسائلون كيف تغيرت الأحداث لتنعكس إلى نصر ساحق ,, يجبر السلاح والجنود ومن يقف ورائهم إلى الوراء خائبين .. بينما ينتصر العقل والحكمة ..أي حكمة استخدمها (احمد عبيد بن دغر) وكيف أستطاع تحويل أزمة سقطرى ومحاصرته. وتسخير عشرات المواقع الإخبارية التابعة لبعض القوى لتحجيمه وإظهارها بمظهر العاجز. طيلة ثلاث أيام ..مسخرين كل أجندتهم لتثبيت روح الهزيمة والإنكسار..ليتفاجأ الجميع أن العاصفة لم تجد أمامها قوارب لتبعثر بها ولا رمال لتتلاعب بها ولا أشجار لتقتلعها ..إنها تصطدم بجبل كبير..لا مجال أمام العواصف ان تهزه.
للكاتبة سمية دماج