الإمارات تخطط لنقل سيناريو عدن إلى سقطرى.. وتحضّر بحّاح (تفاصيل)
2018/05/12
الساعة 02:37 صباحاً
بوابتي/ العربي الجديد
يعرب يمنيون تحدثوا، لـ"العربي الجديد"، من جزيرة سقطرى عن خشية كبيرة تنتاب أوساطاً متابعة إزاء احتمال أن تستنسخ دولة الإمارات ما فعلته من خلال حلفائها في عدن، نهاية السنة الماضية، أي محاولة الانقلاب العسكري على قوات الشرعية في العاصمة المؤقتة، في سقطرى.
وقد لاحت ملامح لهذه النوايا من خلال دفع أبو ظبي بتظاهرات يوم الأربعاء، ضد الحكومة ومؤسساتها، في الأرخبيل شرقي اليمن، لتأليب السكان على حكومة أحمد عبيد بن دغر، استكمالاً للسيطرة العسكرية والسياسية والاقتصادية التي أرادت دولة الإمارات فرضها على سقطرى منذ فترة، وتوّجتها قبل عشرة أيام بنشر قوات إماراتية هناك في المنافذ السيادية، كالمطار والموانئ، وطرد الموظفين اليمنيين، أثناء تواجد بن دغر، وعدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين، من عسكريين وأمنيين، وهو ما دفع بالحكومة إلى مخاطبة مجلس الأمن الدولي لمطالبته بمساندتها في استعادة السيادة على هذه الأرض اليمنية.
وقالت مصادر ميدانية وشهود عيان، لـ"العربي الجديد"، إن تظاهرات الأربعاء جاءت بدعم وتنسيق من "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي والإمارات بصورة مباشرة، ضد حكومة بن دغر. وقال المواطن محمد زكي، الذي جاء من خارج سقطرى، لـ"العربي الجديد"، إن "المجلس الانتقالي طلب منهم الانتقال إلى سقطرى للتظاهر ضد حكومة بن دغر وطردها من الجزيرة"، مشيراً إلى أن "المجلس الانتقالي تكفل بتكاليف التظاهرات لدعم التواجد الإماراتي". وأكد زكي أنهم لن يغادروا سقطرى حتى تغادر حكومة بن دغر الجزيرة.
وفي السياق، أشار محمد عبد الكريم مثني، العائد من تظاهرة أمام مقر تواجد الحكومة الشرعية أيضاً، إلى أنه جاء مع أصدقاء لطرد ما سماها "حكومة الفنادق" من الجزيرة، مضيفاً أنهم "سيلبون كلما تأمرهم قيادة المجلس الانتقالي والإمارات، خصوصاً أن الإمارات حليفة الجنوبيين ودعمتهم ضد القوى الشمالية ولذلك سنرد لها الجميل".
يأتي هذا فيما ذكرت مصادر أن الإمارات طلبت من "المجلس الانتقالي" نقل قوات تابعه له من عدن إلى سقطرى. ورغم عدم وجود تأكيد قطعي لهذا الخبر، إلا أن مقربين من "المجلس الانتقالي" أكدوا أن المجلس أرسل كتيبة من أحد الألوية يطلق عليه "لواء الجن"، وهي قوات تتبع مباشرة لرئيس "المجلس الانتقالي"، عيدروس الزبيدي، وأغلب أفرادها وقيادتها من منطقة الضالع الجنوبية.
وذكرت المصادر أن "لواء الجن" يضم في صفوفه الكثير ممن دربتهم إيران عندما كان عيدروس أحد حلفاء طهران في جنوب اليمن، وكان يتواجد اللواء في الضالع قبل أن ينتقل إلى عدن بعد انتقال عيدروس الزبيدي إليها.
وعلى ضوء هذه الأحداث ومحاولة المتظاهرين الموالين للإمارات طرد حكومة بن دغر، قالت مصادر في الحكومة، لا تزال تتواجد في سقطرى، إن بن دغر ووزراءه لا يزالون في سقطرى ولم يتحركوا منها أو يهربوا كما تردد وسائل إعلام موالية لأبو ظبي.
واستبقت الإمارات تصعيدها في سقطرى قبيل لقاء كان يفترض أن يعقده الرئيس عبدربه منصور هادي، وهيئة مستشاريه، والتي تضم كل الأطراف السياسية اليمنية.
وقد تأجل اللقاء الأربعاء، للمرة الرابعة على التوالي، في ظل كلام عن ضغوط سعودية أدت إلى التأجيل، لأنه كان يتوقع أن تخرج عن الاجتماع قرارات بالتصعيد ضد تواجد الإمارات، وتصرفاتها خارج مهمة التحالف، خصوصاً في ظل دعوات داخل صفوف الشرعية بإخراج الإمارات من التحالف العربي، وفق ما ذكرت مصادر سياسية يمنية رفيعة المستوى لـ"العربي الجديد".
وإذا صح وصول قوات من عدن إلى سقطرى فإن احتمال تكرار ما حدث في عدن عسكرياً، من محاولة إخراج أي وجود لقوات الشرعية ومؤسساتها، سيكون أمراً وارداً، خصوصاً بعد فشل، أو عدم رغبة السعودية في تهدئة الوضع بصفتها قائدة للتحالف العربي.
وكانت السعودية قد أفشلت خلال اليومين الماضيين صدور بيان يمني جديد ضد الإمارات، وصف بأنه شديد اللهجة من قبل مصادر يمنية في الرياض، فيما كانت الأحزاب السياسية الموالية لهادي، قد أصدرت بياناً هو الأول من نوعه للأحزاب اليمنية، ضد "الاحتلال الإماراتي" لسقطرى.
والأحزاب هي المؤتمر الشعبي العام (الفرع الموالي لهادي) والتجمع اليمني للإصلاح، والحراك الجنوبي السلمي، واتحاد الرشاد اليمني، وحزب العدالة والبناء وحركة النهضة للتغيير السلمي واتحاد القوى الشعبية وحزب السلم والتنمية.
ومن المفارقات السياسية في اليمن أن "المجلس الانتقالي" وأيضاً طارق صالح اتحدوا هذه المرة في حملة موحدة لمهاجمة الحكومة الشرعية، والدفاع عن الإمارات.
وفي ضوء تصعيد مرتقب من حكومة هادي والأحزاب الداعمة له، تعقد سلسلة من اللقاءات في الإمارات، بين قيادات إماراتية وقيادات جنوبية موالية لها، لتدارس التطورات الجديدة والتصعيد الحكومي، لا سيما في ظل حديث عن مساعٍ إماراتية لدعم عودة رئيس الحكومة الأسبق، خالد بحاح، وهو حليف وثيق لأبو ظبي، لقيادة تحركات ميدانية خارج إطار الشرعية، بعدما فشلت في إرغام الرئيس اليمني على استبدال بن دغر بخالد بحاح.