منذ اللحظات الأولى لنشر صورة الطفل السوري الغريق أحدث ضجة واسعة على مواقع التواصل، واعتبرها متابعون من بين أكثر صور المأساة السورية إثارة للصدمة.

وسلطت الصورة الضوء على حقيقة ما يتعرض له اللاجيء عبر البحار بغض النظر عن هويته أو بلده وما يكتنفه من عقبات ومصاعب، جعلته قريناً للشقاء والموت، فيما لا يزال المجتمع الدولي يعالج الكارثة بالمسكنات، تاركاً الإنسانية تغرق كل لحظة في حطامها، كلما يغرق اللاجئين في البحر.

وفي رصد أجراه "الخليج أونلاين" عن الطفل السوري تبيّن أن الصورة تعود للطفل "عيلان كردي"، وهو طفل سوري الجنسية يبلغ من العمر 3 سنوات، احتضنته أمواج البحر لتوصله إلى الساحل بكل هدوء إلى جانب شقيقه "غالب كردي" ذي السنوات الخمس، مع أمهما.

وبعد نجاة الأب فقط من تلك الرحلة الشاقة عبر "مقابر البحار" -الذي كان متجهاً إلى اليونان، أملاً بالعبور منها إلى القارة الأوروبية، هارباً من جحيم الموت والنيران التي تتناول بلادهم منذ أكثر من 5 سنوات- صُدم حينما عرف بأن طفليه وأمهما فارقوا الحياة في الحادثة، ليقوم خفر السواحل التركية بعمله اليومي وينتشل جثث الغرقى الذي دفعهم الموج إلى ساحل البحر.

وتنحدر عائلة الطفلين من مدينة عين العرب "كوباني" الواقعة شمالي سوريا قرب الحدود السورية - التركية، التي تشهد أعمال عنف منذ أكثر من سنة بين مقاتلين من عناصر تنظيم "الدولة" وقوات كردية إلى جانب قوات من المعارضة السورية.

وكانت السلطات التركية أعلنت الأربعاء وفاة 11 شخصاً على الأقل بينهم أطفال بعد غرق زورقين كانا يقلان 22 مهاجراً عبر البحر من مدينة بودروم الساحلية التركية باتجاه جزيرة كوس اليونانية.

وأثارت صورة تناقلتها وكالات الأنباء مساء الاربعاء، لطفل سوري، حالة من الصدمة والذهول في مختلف أنحاء العالم، حيث هزت الصورة مشاعر الناس، وتصدرت الصحف الغربية الصادرة فجر الخميس.

ويبدو أن صورة الطفل حركت مشاعر الإنسانية لدى مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، ليصبح حديث الساعة وشغلهم الشاغل، متسائلين أين ذهبت إنسانية العالم الذي يرى ويسمع كل يوم بمئات الغرقى والمفقودين من جراء الهجرة عبر البحار، باتجاه "جنة أوروبا"، بعدما أغلقت كل سبل العيش في بلدانهم الذي تنهش بها الصراعات الداخلية.

واكتفت جريدة "اندبندنت" البريطانية بوضع صورة الطفل على صفحتها الأولى لعددها الصادر الخميس، كما تصدرت صورة الطفل عيلان الصفحة الأولى لجريدة "ذا صن" الأوسع انتشاراً في بريطانيا، وتصدرت الصورة ذاتها غالبية الصحف الصادرة في لندن الخميس.

وأطلقت جريدة "اندبندنت" البريطانية حملة على موقعها الإلكتروني مساء الأربعاء؛ للمطالبة بفتح باب الهجرة الشرعية للاجئين السوريين بدلاً من تركهم يموتون في عرض البحر.