بوابتي كتابات
بقلم محمد عبدالله القادري
♦الناظر الى واقع محافظة عدن اليوم سيستطيع تشخيص المشكلة الحقيقية وسيدرك الأخطار التي ستظل محدقة بها والتي ستشكل عائقاً كبيراً أمام مستقبل عدن الذي لن يكون بالشكل المطلوب إلا إذا كان هناك حل جذري للمشكلة الحقيقية الذي قد يتطلب البداية به من الآن .
♦ مشكلة عدن ليست بالمحافظ الإصلاحي ، ولا بمسمى الدواعش ، ولا بسيطرة الأخوان، ولا بالأمارات والسعودية !
مشكلة عدن اليوم بعد تطهيرها وتحريرها من الحوثي وعصابته العدوانية هي نفس المشكلة قبل التي كانت قبل أن يهجم الحوثي على عدن ، ومايحدث اليوم في عدن بعد تطهيرها هو ناتج من ذلك الطرف الذي سهل للحوثي الهجوم عليها .
♦مشكلة عدن اليوم ناتجة من ذلك الطرف الأنفصالي الذي هو بالفعل يحارب الوحدة اليمنية ويريد تحقيق هدفه من الجهة التي يراها مناسبة ، فالحراكيون الذين كانوا بالأمس يعملون مع الحوثي لتحقيق هدف مشترك وهو الهدف الانفصالي ، قد اختلفوا مع الحوثي ليس لسبب أنهم رفضوا الانفصال ولكن الخلاف ناتج لتحالف الحوثي مع طرف غيرهم من صنعاء كانوا يتحاملون عليه بسبب قضية الجنوب وسلبهم الدولة ، فتحالف الحوثيون مع الجيش الذي لازال محسوب على الزعيم صالح وعائلته جعل الحراكيون يقفون مع المقاومة في عدن ويمضون لتحقيق هدفهم الانفصالي بطريقة أخرى التي اتضحت اليوم بعد أنتصار المقاومة.
♦ الحراكيون وقفوا مع المقاومة ليس دفاعاً على عدن ! وليس تعصباً مع الرئيس هادي الجنوبي ! وليس دفاعاً عن الوحدة اليمنية ! ولكن لأن الحوثي نقض العهد الذي بينه وبينهم واستبدل حليفاً آخر يحل محلهم ، وهذا يقتضي مخالفة المخطط الذي كان يقتضي انفصال اليمن تحت سيطرة الحكم الحوثي في الشمال والجناح الحراكي التابع للبيض في الجنوب وتحويله الى انفصال يتبع الحوثي في الشمال وجناح انفصالي بعثي اشتراكي يتبع إيران يتولى قيادته اشخاص من آل البيت أو الهاشميون في الجنوب .، ونزول الحوثي الى الجنوب هو لتهيئة الجو وبسط النفوذ وتسليم الجنوب لجناح بعثي يتبع سوريا وإيران وتتكون أغلب قيادته من آل البيت ويتم ترجيح التوازن الجنوبي مابين عدن وحضرموت .
♦ بصورة مبسطة أكثر نستطيع أن نقول أن عدن اليوم كشفت لنا أن الحراكيين يريدون تحقيق هدفهم الانفصالي سواء بإيران أو بدول الخليج او بأمريكا أو بروسيا أو بالصين أو بالجن أو بالأنس !
والحراكيون اليوم يحاربون الوحدة اليمنية ولم يحاربوا الإصلاحيون أو غيرهم وهذا مايدل أن أي جناح يحاربه الحراكيون بعد تطهير عدن من الحوثيين فأن ذلك الجناح يعتبر وحدوياً سواءً كان إصلاحياً أو غيره .
♦ دعونا ننظر من منظور وحدوي ، ودعونا نكون كباراً ونترفع عن العداوة والاحقاد والتعصب الأعمى !
عندما ننظر الى مستقبل عدن الوحدوي سنرى أن مستقبل عدن مرهون من خلال تمكين الأطراف الوحدوية التي تحمل مشروع وحدوي وأما تمكين الطرف الأنفصالي فإن ذلك لن يصب في مصلحة الوحدة اليمنية إطلاقاً ، قد نكره الأصلاحيون أو السلفيون أو غيرهم ولكن لا يجب أن نقف ضدهم من أجل كرهنا لهم ونؤيد الجناح الإنفصالي الذي يجعلنا نقف ضد الوحدة اليمنية ونحن لانشعر .
♦ مايحدث في عدن اليوم يوضح لنا أن الحوثي هو السبب وراء ذلك ! . الحوثي الذي أتفق مع الحراكيين ثم أختلف معهم ، هاهو يستخدمهم اليوم بعد أن هزيمته في عدن ليقضي به على وحدة المقاومة ويحاربها من الداخل ويحقق به الهدف الأنفصالي الذي سيجعل الأفضلية في حالة عدم تحقيق الأنفصال بالطريقة الحوثية ، فالأنفصال بالطريقة الحراكية خير للحوثي من وحدة يمنية في ظل هادي والأخوان وحلفاءهم .
♦ عدن بين وحدة المقاومة وبين المقاومة التي تحافظ على الوحدة ، فالمقاومة التي توحدت ضد الحوثي هي نفسها تلك المقاومة التي أصبحت منقسمة الى قسمين قسم وحدوي وقسم إنفصالي والذي سيجعلنا نفهم بكل تأكيد أن مستقبل الوحدة في عدن مرهون بالمقاومة الوحدوية .
♦على الرئيس هادي أن يعي الدرس ويركز على منبع الخطر فالحراكين لم يقفوا مع المقاومة من أجل محاربة الإنقلاب وليس من أجل الدفاع عن شرعية هادي ولكن من أجل الوصول الى شرعية أنفصالية وهذا ماسيجعلهم يخدمون الحوثي وحلفاءه بصورة غير مباشرة .
♦ على دول الخليج ان تفهم الدرس وتعلم أن تمكين الطرف الانفصالي في عدن فذلك سيجعلها أيضاً تحقق الهدف الايراني بطريقة أخرى ولابد هناك من حل جذري للمشكلة يتمثل في المحافظة على الوحدة اليمنية وترسيخها ويجعل هدف المقاومة هدف وحدوي يحافظ على الوحدة ويمكن الأطراف الوحدوية في الحفاظ عليها .
♦ كما هو معروف أن جناح الرئيس هادي يعتبر جناح ضعيف في الجنوب وهذا مايتطلب هناك تحالف وشراكة بين الأطراف الوحدوية مالم فأن المشروع الانفصالي سيستمد نجاحه من خلال استخدام هادي ثم الانقلاب عليه وانقلاب الحوثي في صنعاء سوف يكرره الانقلاب الحراكي في عدن .
♦ هناك أربعة أطراف بارزة في المقاومة في عدن ، ثلاثة منها قوية وواحد منها ضعيف ، ثلاثة منها وحدوية وواحد منها أنفصالي !
فالوحدوية هي حزب الاصلاح وبعض شركاءه والسلفيون وجناح الرئيس هادي المؤتمري،
والطرف الانفصالي هو الحراك!
والأطراف القوية هي حزب الاصلاح و السلفيون والحراكيون ويعتبر طرف الرئيس هادي ضعيفاً أو في المرتبة الأخيرة من حيث القاعدة في الميدان ، وهنا يتضح أن المحافظة على مستقبل عدن الوحدوي مرهون بالاصلاحيين والسلفيين والرئيس هادي ، ولن يستطيع جناح الرئيس هادي الوحدوي الوقوف لوحده امام الحراك الانفصالي بدون السلفيون والاصلاحيون .
♦عندما أنظر الى عدن من منظور وحدوي أجد أن الاصلاحيين والسلفيين هم أقوى الأطراف من حيث الدفاع عن الوحدة اليمنية باعتبار هؤلاء الطرفان يؤمنان بالوحدة من جانب ديني اسلامي ومن جانب وطني ويليهما الطرف المؤتمري الجنوبي بقيادة الرئيس هادي الذي يؤمن بالوحدة من جانب وطني ، وأما الحراكيون الذين يؤمنون بالنزعة المناطقية والعنصرية التي ستتعارض مع الوحدة وتكرس الانفصال .
ماتحتاجه عدن اليوم هو المحافظة على الوحدة اليمنية وترسيخ الثقافة الوحدوية ورسم مستقبل