الهجرة تؤرق العالم.. اتفاق أممي حولها وانقسام بين الدول
2018/12/10
الساعة 10:17 صباحاً
بعد أن أعلنت مسؤولة كبيرة في #الأمم_المتحدة عن أن أكثر من 150 دولة ستشارك في مؤتمر للأمم المتحدة لإقرار اتفاق عالمي للتعامل بصورة أفضل مع تدفقات #المهاجرين، قرر جميع أعضاء الأمم المتحدة البالغ عددهم 193 عضوا باستثناء الولايات المتحدة وضع اللمسات الأخيرة على ما يسمى بالاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية في يوليو/تموز بهدف التعامل مع الهجرة بشكل أفضل.
فيما هاجم ساسة أوروبيون نص الاتفاق منذ ذلك الحين، وقالوا إنه قد يؤدي إلى زيادة الهجرة.
ورفضت 6 دول على الأقل من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الاتفاق. ومعظم الدول الست من دول أوروبا الشرقية، حيث انسحبت الولايات المتحدة من المحادثات بشأن الاتفاق، كما رفضته عدة دول منها المجر والنمسا وبولندا وتشيكيا وسلوفاكيا وأستراليا.
ما هو؟
الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية هو إطار عمل للتعاون، يهدف إلى تقليل الهجرة غير المشروعة والمساعدة على دمج المهاجرين وإعادتهم إلى أوطانهم.
هو اتفاق غير ملزم من الناحية القانونية، لكن يمكن أن يقدم خطوطا إرشادية مفيدة للدول التي تواجه الهجرة.
ويضع الاتفاق 23 هدفاً لفتح باب الهجرة القانونية والآمنة، إضافة إلى إدارة تدفق المهاجرين بشكل أفضل، خاصة مع ارتفاع عدد المهاجرين في العالم إلى 250 مليون شخص، أو 3% من سكان الأرض.
ومن بين مبادئ الاتفاق حماية حقوق الإنسان، وخاصة تلك المتعلقة بالأطفال، ومساعدة البلدان على التعامل مع الهجرة وتبادل الخبرات بما يؤدي إلى تحسين عمليات الاندماج.
ومن المقرر أن يتم اعتماد الاتفاق غير الملزم بشكل رسمي خلال مؤتمر مراكش في المغرب بين الاثنين أو الثلاثاء 10 و11ديسمبر/كانون الأول.
أكثر من 50 دولة
وقالت لويز أربور ممثلة الأمم المتحدة الخاصة للهجرة الدولية إن أكثر من 150 حكومة سجلت لحضور اعتماد الاتفاق في مدينة مراكش المغربية الاثنين، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وأضافت أربور "ستقف تحديات كثيرة في طريق تنفيذ الاتفاق".
ينقسم المجتمع الكندي إلى نصفين منهم مؤيد للاتفاق وآخر معارض، حيث وقعت السبت الماضي، مواجهة أمام البرلمان الكندي بين متظاهرين يمينيين يعارضون انضمام كندا إلى الاتفاق وآخرين من مؤيدي الهجرة والاتفاق.
جانب من مظاهرات كندا
وتبادل ما يقدّر بـ200 متظاهر ينتمون إلى جماعات يمينية متطرفة، الإهانات والشتائم البذيئة مع نحو 100 شخص من المناوئين لهم في حديقة تغطيها الثلوج وسط البرد القارس، ما أدى إلى اعتقال شخص واحد.
واندلعت المشاجرات مباشرة مع وصول المتظاهرين إلى باحة البرلمان، لكن شرطة مكافحة الشغب عملت بسرعة على الفصل بين الجانبين.
وما إن بدأ اليمينيون يهتفون "ارفضوا اتفاق الهجرة" حتى طغت هتافات مقابلة تقول لهم "العار" و"نرحب بالمهاجرين وليذهب العنصريون من حيث أتوا".
وقال المتحدث باسم المتظاهرين المعارضين لاتفاق الهجرة سيلفان بروييت، إن اتفاقية الأمم المتحدة تهدد بتقويض سياسات الهجرة السيادية، وهي وجهة نظر عبّر عنها أيضاً زعيم حزب المحافظين المعارض أندرو شير وسياسيين محافظين في دول أخرى، لكن مؤيدي الهجرة يرفضون هذه الفكرة بالمطلق.
من المعروف أن الهجرة إلى كندا تحولت لأكثر القضايا استقطابا في البلاد، حيث تضاعف عدد طلبات اللجوء العام الماضي مقارنة بالعام الذي سبقه.
وفي أواخر عام 2017 أعلن وزير الهجرة الكندي أحمد حسين أن بلاده ستعزز الهجرة وصولاً إلى مليون شخص خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وشهدت كندا زيادة في عدد طالبي اللجوء منذ انتخاب الرئيس الأميركي دونالد #ترمب الذي جعل سياسات الهجرة الأميركية أكثر تشدداً.
بلجيكا.. اضطراب سياسي
وفي أحدث اضطراب سياسي بشأن الاتفاق، أعاد رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل تشكيل حكومته الأحد، كحكومة أقلية بعدما انسحب أكبر حزب في تحالفه بسبب خلاف على توقيع الاتفاق.
وقال رودريجو أوبيلا وكيل وزارة الداخلية في تشيلي لصحيفة محلية يوم الأحد إن ممثلي بلاده لن يحضروا توقيع الاتفاق.
وأضاف: "لقد قلنا إن الهجرة ليست من حقوق الإنسان. وللدول الحق في تحديد متطلبات دخول المواطنين الأجانب".
النمسا تهدد بالانسحاب
وفي نوفمبر/تشرين الثاني قالت الحكومة اليمينية في النمسا التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي إنها ستنسحب أيضا من الاتفاق.
وأضافت أن الاتفاق سيؤدي إلى طمس الخط الفاصل بين الهجرة المشروعة وغير المشروعة.
أستراليا لن توقع
وقالت أستراليا أيضا في نوفمبر/تشرين الثاني إنها لن توقع اتفاق الهجرة لأنه سيضر بسياستها إزاء الهجرة وسيعرض الأمن القومي للخطر.
ميركل حاضرة
وستحضر المؤتمر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي اتسمت فترة حكمها المستمرة منذ 13 عاما بسياسة الباب المفتوح أمام المهاجرين.
بوابتي-العربية