الجمعة 23 مايو 2025
الرئيسية - أخبار العالم - تقرير دولي يتهم الحوثيين بزراعة مليون لغم تسبب بمقتل ألف مدني
تقرير دولي يتهم الحوثيين بزراعة مليون لغم تسبب بمقتل ألف مدني
الساعة 08:51 صباحاً (متابعات)

اتهم تقرير دولي جماعة الحوثيين في اليمن، بزراعة نحو مليون لغم أرضي منذ بدء الصراع الدامي في اليمن قبل قرابة أربع سنوات، ما تسبب في مقتل نحو ألف مدني منذ العام ٢٠١٦.

التقرير الذي أعده "مركز النزاع المسلح ومشروع تحليل بيانات الأحداث" الدولي (ACLED)، المتخصص بجمع بيانات مناطق النزاع حول العالم وتحليلها، سلط الضوء على تأثير الألغام الحوثية في السكان المدنيين في اليمن، موضحاً أن المركز "وثق مقتل 267 مدنياً على الأقل بفعل الألغام الحوثية في 140 حالة تم الإبلاغ عنها منذ العام 2016، وهذا الرقم يشمل الأسماء المسجلة رسمياً فقط. فيما تشير التقديرات إلى أن عدد القتلى بفعل الألغام يتجاوز 920 مدنياً، فضلاً عن آلاف الجرحى".



وأشار التقرير إلى أنه في وقت سابق من  الشهر الفائت، قُتل خمسة خبراء أجانب في اليمن يعملون في مشروع "مسام" المعنية بنزع الألغام والذي تموله السعودية، وذلك أثناء نقل الألغام من مقر المنظمة في محافظة مأرب شمالي اليمن، حيث انفجر لغم كانوا يحملونه في الشاحنة وقتل الخبراء الخمسة وأصاب خبيراً آخرَ.

وفي 22 يناير الفائت، أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (سعودي) الذي يدير مشروع "مسام" لنزع الألغام في اليمن، أن خمسة خبراء أجانب يعملون في المشروع قتلوا في انفجار "عن طريق الخطأ" في محافظة مأرب، مبيناً أن الضحايا الخمسة هم اثنان من جنوب أفريقيا، وواحد من كل من كوسوفو، وكرواتيا، والبوسنة والهرسك، إلى جانب إصابة خبير بريطاني لا يزال يتلقى العلاج.

وتنتشر في عدة مدن يمنية، الآلاف من الألغام والقنابل زرعتها جماعة الحوثيين  منذ اندلاع الحرب مطلع عام 2015، في مناطق تشهد معارك مسلحة بين المقاتلين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات اليمنية التابعة للحكومة المعترف بها دولياً المدعومة من تحالف عربي تقوده السعودية.

واعتبر تقرير "مركز النزاع المسلح ومشروع تحليل بيانات الأحداث"، أن تلك الحادثة ليست معزولة، بل تكشف عن الخطر الأوسع المتمثل في أن الألغام المجهولة إلى حد كبير والأجهزة المتفجرة البدائية (العبوات الناسفة) والتي لا تزال تشكل خطراً على المدنيين اليمنيين في جميع أنحاء البلاد.

وتقول بعض التقديرات إن الحوثيين زرعوا أكثر من مليون لغم أرضي، منذ بدء الحرب، ما جعل اليمن "أكبر دولة ملغومة" منذ الحرب العالمية الثانية.

وأوضح التقرير الدولي، أن حدة الانفجارات الناجمة عن الألغام الحوثية، تزايدت منذ بدء تحالف من القوات اليمنية المشتركة بحملة عسكرية في محافظة الحديدة غربي البلاد، مشيراً إلى أن تلك الألغام تشكل حوالي 60 بالمئة من مجموع الوفيات المدنية المرتبطة بالألغام التي زرعها الحوثيون في عام 2018.

وأكد أن حوادث الألغام ازدادت تدريجياً خلال العام المنصرم، وبلغت ذروتها في ديسمبر 2018 ويناير 2019، وهي الأشهر الأكثر دموية منذ أن بدأ مركز (ACLED) بتوثيق أحداث العنف في اليمن.

وذكر التقرير بأن تفحص البيانات عن كثب، يمكن أن يساعد في تفسير العوامل التي تقف وراء هذه الزيادة، حيث تفيد التقارير أنه بين يناير ومايو من العام 2018، قتلت الألغام التي زرعها الحوثيون، ما يبلغ متوسطه ثلاثة مدنيين في كل شهر في محافظة الحديدة.. معتبراً أن الاستخدام المتفشي للأجهزة المتفجرة يؤدي أيضاً إلى إضعاف النشاط الاقتصادي، وكثيراً ما أصابت الألغام الأرضية التي يتم زرعها في المراعي المزارعين والحيوانات التي تشكل المصدر الرئيس لكسب العيش بالنسبة لكثير من الأسر في المناطق الريفية.

ولفت إلى أن جماعة الحوثيين زرعت ألغاماً بحرية تهدد السفن التجارية والصيادين في البحر الأحمر، مما ضاعف من التهديد الذي يواجهه الصيادين بالفعل نتيجة التهديد المستمر للهجمات الجوية أيضاً، مشيراً إلى أنه وفقا للبيانات، فقد تسببت الألغام البحرية المتحركة في مقتل ما لا يقل عن 13 صياداً قبالة ساحل الحديدة منذ يوليو الماضي.

وحذر التقرير الدولي من أن الاستخدام العشوائي للألغام والعبوات البدائية الصنع يساهم في معاناة المدنيين، في الوقت الذي يشكل فيه أيضاً انتهاكاً لمبادئ التمييز، وأخذ الاحتياطات على النحو المنصوص عليه في القانون الدولي الإنساني.

وكان "مركز النزاع المسلح ومشروع تحليل بيانات الأحداث" (ACLED)، قال في 10 نوفمبر الماضي، أن أكثر من 57 ألف شخص، لقوا حتفهم جراء استمرار الصراع والحرب في اليمن منذ عام 2016، بينهم أكثر من 6,000 مدني، فقط.

وقدمت ميليسا بافليك، محللة أبحاث في المركز، حينها ، مخطط رسم بياني (أنفو جرافك)، خصصته لتحليل ضحايا الحرب في اليمن.

وتؤكد الأمم المتحدة ان الأزمة الإنسانية في اليمن، هي "الأسوأ في العالم"، وأن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.


آخر الأخبار