آخر الأخبار
الاربعاء 9 اكتوبر 2024
بوابتي/ خاص
على مدى سنوات حول الإيرانيون اليمن مسرحاً خطيراً ومأساويًا، على نحو متزايد لتصفية حسابتهم مع الخصوم الإقليمين والدوليين، وورقة ضغط تستخدمها في المحافل الدولية لتنفيذ اجندتها في التوسع والتسلح النووي.
ومثَل الحوثيون كما حزب الله في لبنان، منذ هجومهم على العاصمة صنعاء وانقلابهم على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014, الأداة المثلى لتنفيذ هذه الأجندات بما فيها من ويلات ومآسي كارثية على اليمن واليمنيين على حد سواء، غير أنها ظلت تنكر علنا استخدامها الحوثيين كأدوات على الأرض ودعمهم المباشر.
لكن أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران (محسن رضائي) أكد في مقابلة مع قناة العالم، أن بلاده ساعدت الحوثيين في التدريب وقضايا إنسانية، نافيا تواجد قوات إيرانية تقاتل في اليمن.
تأكيد رضائي لا يقل أهمية من تعهدات زعيمه الأعلى آية الله علي خامنئي الذي تعهد أكثر من مرة بمواصلة دعم طهران للحوثيين وذلك من اعلان طهران صنعاء العاصمة التي تسقط في حضيضها.
لكن لمؤكد أن نفي رضائي تدحض صحته الضربة الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة واستهدفت عبد الرضا شهلائي، أحد كبار قادة فيلق القدس، في اليمن بالتزامن مع مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في ضرب مماثلة في العراق.
تدرك إيران جيداً أنها ستواجه على نحو خطير خصماً أو خصوما أقوى منها بكثير إذا ما دخلت في صراع مباشر، وبالتالي لجأت الى تجنب حرباً شاملة مع الخصوم وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية. وآثرت الانتقام من خلال المجموعات الإرهابية غير المتماثلة التي رعتها طهران في المنطقة، والحوثيين إحداها.
ولقد ازدادت أهمية الحوثيون أكثر في استراتيجية طهران الإقليمية خلال السنوات الأخيرة. فقربهم الجغرافي من المملكة العربية السعودية (وتاريخهم الطويل من العلاقات العدائية) يوفر لإيران وسيلة ملائمة لاستعداء منافس لها منذ فترة طويلة على حدودها الجنوبية والانتقام بشكل أفقي (موازٍ) على الهجمات (السعودية) على شركائها في سوريا. تضفي العلاقة "السيطرة على التصعيد" وفقاً لما يسميه أوستن كارسون، بحيث: يمكن لطهران، من خلال الحفاظ على إنكار معقول، أن تظهر استياءها من السياسات الأمريكية مع إعطاء خصومها وسيلة لحفظ ماء الوجه لتجنب المزيد من الأعمال الانتقامية، وبما يخفف من خطر تأجيج التصعيد. فالضربة الأخيرة على منشآت أرامكو السعودية التي تبناها الحوثيون (بيد أنه من المرجح أن تكون إيران قد ارتكبتها) تدل على هذه الدينامية التي تنتهجها إيران.
ويعد أحد أسباب الدعم الإيراني للحوثيينَ في اليمنِ هو أن خسائر المملكة العربية السعودية في ميزان القوى الإقليمية تُمثل مكاسب لإيران، إذ تستفيد طهران من وجود الرياض متورطة في صراعٍ طويلٍ وشاقٍ في اليمنِ، يستنزف قدراتها الاقتصادية والعسكرية والأمنية، بينما هي تقوم بنشر انعدام الأمن والفوضى بهدوء داخل المملكة.
وثمة سبب آخر, وليس أخيرا, للدعم الإيراني للحوثيينَ في اليمنِ هو إبعاد اهتمام المملكة العربية السعودية عن سوريا والعراق بإتجاه اليمنِ، حتى لو كانَ جزئيًا فقط، فهو يُشكل مكسبًا متواضعًا لإيران، وذلك لأن سوريا والعراق يمثلان مخاوف أكبر بكثير لإيران، فوضعها في كِلا البلدين هش للغاية.
على العكس من سوريا والعراق ولبنان، لا تندرج اليمن ضمن أولويات السياسة الخارجية الإيرانية، وذلك لأن إيران تهتم فقط بميليشيات المذهب الشيعي الاثني عشري المؤمنين بولاية الفقيه لضمان طاعة أوامر خامنئي، وهم متواجدون في العراق ولبنان تحديدًا، حيث تدعم ميليشيات مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله العراق عن طريق البر لمصالح سياسية واقتصادية بحتة، بينما تدعم ميليشيا حزب الله اللبناني عن طريق نقل الأسلحة جوًا من طهران إلى دمشق، ومن ثم برًا نحو الأراضي اللبنانية لتحقيق ذات المصالح.
وكانت الحكومة اليمنية لمعترف بها دوليا, أكدت أكثر من مرة اتهامها لنضام ايران بتمديد فترة الحرب وعرقلة الجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلام، بسبب دعمها المتواصل للحوثيين واستخدامهم كأدوات لزعزعة أمن المنطقة، كذا انتهاك أحكام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمرتبطة باليمن، لا سيما القانون المتعلق بحظر تزويد الحوثيين بالأسلحة. وطالبت مرارا وتكرار بضرورة أن يلعب المجتمع الدولي دورا فاعلا في وقف هذه التدخلات الإيرانية وكف مشاريع طهران لتصدير الخراب والفوضى".
وبينت تقارير عسكرية أن استمرار الدعم الإيراني لجماعة الحوثي بالأسلحة الحديثة والمتطورة مكّن الحوثيين من تنفيذ هجمات وضربات عسكرية محدودة", وأن التهريب المستمر لشحنات الأسلحة والصواريخ البالستية والطائرات المسيرة أعطى الحوثيين قوة الاستمرار في الحرب لتحقيق أهداف إيران.
الى ذلك, أكد ناطق التحالف العربي تركي المالكي أن مشروع الحرس الثوري الإيراني وأجندته يطغيان ويسيطران على مفاصل القرار داخل الميليشيات، وأصبح الولاء والتنفيذ المطلق للإملاءات الإيرانية هما السمة والعلامة الفارقة للتعبير عن التبعية الأيديولوجية والطائفية لطهران".
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن المالكي قوله "ليس هناك شك بأن الميليشيات الحوثية الإرهابية منزوعة الإرادة والقرار أمام جميع المبادرات والجهود المبذولة إقليمياً ودولياً للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام باليمن".
ويرجع خبراء ومهتمون بالشأن اليمني سبب الفشل المتواصل لمحادثات السلام والاتفاقات الموقعة مع الحوثيين، إلى أن التسويات المقترحة غالبا ما تتم بين الحكومة الشرعية لا تتوافق مع مصالح إيران. كما أن وقف الحرب في اليمن لا يخدم مصالحها، لذلك تسعى عبر وكلائها الحوثيون، الى عرقلة بصورة متكررة أي اتفاقيات سلام من شأنها إنهاء الصراع.
الرد الإيراني على "حافة الهاوية"
نصر الله وحزبه خسر الحرب قبل ان يخوضها
أطوار سطوع النور، وبزوغ شمس الحرية
خطاب المستقبل في قمة المستقبل
خطاب المستقبل في قمة المستقبل
اليوم الوطني السعودي: مسيرة نهضة شاملة لوطن طموح