السبت 12 اكتوبر 2024
الرئيسية - تقارير وحوارات - ميليشيا الحوثي الإرهابية وتنظيما ”داعش والقاعدة“ توافق وتنسيق
ميليشيا الحوثي الإرهابية وتنظيما ”داعش والقاعدة“ توافق وتنسيق
الساعة 05:08 مساءً (بوابتي)

ميليشيا الحوثي الإرهابية (مرتزقة إيران في اليمن) انتهجت منذ نشأتها أساليب وطرق تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، سواء في توظيف المعتقدات الدينية لاستقطاب الأنصار والمقاتلين، أم في طرق نهب الأموال والسطو عليها، أم في طرق الانتشار وخوض الحروب التوسّعية واستخدام سياسة التكفير والتفجير والتهجير.

وفي الوقت الذي كانت الميليشيا الحوثية تخطو الخطوات نفسها التي ابتكرها تنظيما القاعدة وداعش، حرصت الميليشيا الحوثية على أن تتفوّق عليهما في كلّ شيء، بدءًا من الاسم والاختباء وراء الشعارات الزائفة، وانتهاء بسفك الدماء والدمار والإرهاب. ففي حين أطلقت القاعدة على نفسها وصف "أنصار الشريعة" وأطلقت داعش على نفسها "الدولة الإسلامية" حرصت الحوثية على أن تطلق على نفسها وصف "أنصار الله" بشكل مباشر.



وتسعى الجماعات الإرهابية إلى تحقيق الهدف نفسه، ففي حين يهدف تنظيم القاعدة إلى إقامة ما يسمّى بـ"دولة الخلافة"، ويهدف تنظيم داعش إلى إقامة ما يسمّى بـ "الدولة الإسلامية" تسعى الميليشيا الحوثية إلى فرض "نظام الولاية"؛ ولتحقيق ذلك رفعت شعارات تدّعي محاربة أمريكا وإسرائيل،. واشتركت هذه التنظيمات الإرهابية في تكفير كلّ من يخالفها، والعمل على إضعاف مؤسسات الدولة، وتغييب سلطة القانون؛ ليتسنّى لها التوسّع في البلاد، ولتكون تلك التنظيمات بديلاً عنها.

وبالرغم من أن جذور تنظيم القاعدة في اليمن يعود إلى أواخر ثمانينات القرن الماضي، وبداية ظهور ميليشيا الحوثي إلى التسعينيات، إلا أن وجود القاعدة محدود، ومثل ذلك وجود داعش، بخلاف الميليشيا الحوثية التي أصبحت تسيطر على مساحات واسعة من البلاد، وتستخدم مؤسسات الدولة وإمكانياتها لمحاربة القوات الحكومية، وقتل اليمنيين، واستهداف دول الجوار، وتهديد المصالح الدولية.

وكما يوظف تنظيما القاعدة وداعش المعتقدات الدينية المتطرّفة لاستقطاب المقاتلين وتنفيذ العمليات الانتحارية ضد المؤسسات الحكومية والمصالح الدولية في اليمن، تعمل الميليشيا الحوثية على فرض معتقداتها الدينية المتطرّفة للتجييش لحربها العبثية، وتنفيذ العمليات القتالية ضد القوات الحكومية وكل من يساندها.

وتعتمد الجماعات الإرهابية على تجنيد الأطفال والنساء واستخدامهم في عملياتها الإرهابية والاستخباراتية، وفي هذا الجانب تفوّقت الحوثية على القاعدة وداعش بشكل كبير، حيث جنّدت أكثر من 30 ألف طفل في صفوفها، وعرّضتهم لمخاطر الموت، وانتهكت حقوقهم الإنسانية وفقاً لما ذكره مندوب اليمن الدائم في الأمم المتحدة عبدالله السعدي، في كلمته خلال الدورة الأولى للمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في مايو 2020م.

ومنذ ظهورهما في اليمن شرع تنظيما القاعدة وداعش في مهاجمة المعسكرات والنقاط الأمنية الحكومية، وتنفيذ عمليات إرهابية لقتل الجنود في العديد من المناطق، وهي الأنشطة الإرهابية ذاتها التي مارستها ميليشيا الحوثي، بل إنها تفوّقت على تلك التنظيمات واستولت على المعسكرات، وقتلت الجنود، ونهبت أسلحة الدولة في معظم المحافظات، واستخدمتها في قتل اليمنيين.

وفي سبيل الحصول على الإيرادات والأموال لجأ تنظيما القاعدة وداعش إلى عدّة أساليب منها مهاجمة البنوك ونهب أموالها كما حدث في مدينتي المكلا وسيئون، وبشكل أوسع من ذلك سيطرت الميليشيا الحوثية على البنك المركزي في صنعاء وفروعه في المحافظات، ونهبت الموازنة العامة للدولة.

وتشترك التنظيمات الإرهابية (الحوثي والقاعدة وداعش) في الحرص على اختطاف الأجانب والحصول على الأموال بالعملة الصعبة عن طريق المطالبة بما يسمّى "الفدية" مقابل إطلاق سراحهم، وفي هذا الجانب وسّعت ميليشيا الحوثي عمليات الاختطاف لتطال زوّارًا أجانب، وأطلقت سراحهم مقابل تقديم بعض المصالح السياسية لها، إضافة إلى اختطاف مواطنين من دول عربية مختلفة، ولاحقاً بدأت بمطالبة أسر يمنية بدفع "الفدية" مقابل إطلاق ذويهم المختطفين لديها بسبب آرائهم السياسية.

وفي حين تسبب تنظيما القاعدة وداعش بمقتل المئات من الأبرياء نجد أن ميليشيا الحوثي الإرهابية قتلت آلاف اليمنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال، وكثير منهم قتلوا جراء قصف الميليشيا للمدن الآهلة بالسكان بالصواريخ وقذائف المدفعية.

وبالأسلوب نفسه والطريقة الوحشية نفسها، نفّذ ثلاثي الإرهاب في اليمن (القاعدة وداعش والحوثي) إعدامات ميدانية بحق جنود ومدنيين، وبحق الأسرى والجرحى، وأبرزها أساليب التعذيب الوحشي، وإحراق جسد الضحايا وهم أحياء، والتمثيل بجثثهم بطُرق مروّعة.

وتعدُّ المصالح الدولية في اليمن من أهم الأهداف المشتركة بين التنظيمات الإرهابية (القاعدة وداعش والحوثي)، وإن اختلفت أساليب استهدافها، ففي حين تستهدف القاعدة وداعش المصالح الدولية في اليمن بالعمليات الانتحارية، تستخدم الميليشيا الحوثي الصواريخ والقوارب المفخخة والألغام البحرية الإيرانية الصنع لاستهداف السفن وتهديد الملاحة الدولية، مستغلّة سيطرتها على بعض الموانئ اليمنية.

ورغم المخاطر التي يشكّلها تنظيما القاعدة وداعش الإرهابيان إلا أن ميليشيا الحوثي الممولة من إيران تعدُّ -في المرحلة الراهنة- الأخطر والأشد فتكاً باليمن أرضاً وإنسانًا، والتهديد الأكبر على اليمن والمنطقة والمصالح الدولية في المنطقة، ويتصاعد هذا خطرها مع استمرار سيطرتها على أجزاء من البلاد.


آخر الأخبار