آخر الأخبار
السبت 12 اكتوبر 2024
تعتقد الرياض أن لا نجاح يذكر يمكن ان تسجله الطبقة السياسية الحالية في لبنان في ظل شروط اللعبة الراهنة، وأن المداورة حول انتاج جديد لعناصر قديمة لن يوصل الى نتيجة، ولذا لا يمكن المراهنة على دعم سعودي قوي لبيئة سياسية مترنحة.
عندما انفجر مرفأ بيروت في ما يشبه التفجيرات النووية في الرابع من آب (أغسطس) اتضح للعالم الحجم الذي يمكن أن تبلغه المأساة الوطنية اللبنانية.
لم تكن المنطقة مستعدة لمفاجأة كهذه، ليس لانها لم تتعود المفآجات اللبنانية بل لأن طبيعة الانفجار وموقعه واستهدافاته جديدة وتأثيراتها الاجتماعية غير قاتلة.
في واقع الامر لم تتفاجأ الرياض بما حدث فطريقة ادارة الدولة في لبنان تقترب من اسلوب ادارة الدولة الفاشلة، وكان من الطبيعي ان يؤدي تراكم الاعباء البيروقراطية والفساد والتناحر السياسي والادارة شبه الميليشياوية الى مثل هذه النتائج . لذا فقد ادركت السعودية ان النأي عن عش الدبابير اللبناني و انعكاسات ادارته الفاشلة على المجتمع هو خير وسيلة لتحميل الطاقم الحاكم مسؤولية مواجهة شعبه.
فالرياض التي قدمت نحو 70 مليار دولار خلال عقدين ونصف ( 1990 - 2015 )- حسب التقارير الأممية - غير مستعدة لتمويلات لا تصل إلى شعب لبنان ولا تؤثر في تطوير بنيته التحتية .
وكان من شروط المملكة للمشاركة في انتشال لبنان من ازمته هو تغيير طريقة الحكم اللبناني واجراء الاصلاحات الكافية التي تقلص حجم بالوعة الفساد .
صحيح ان للرياض شروطاً سياسية لكنها لم تشهرها كما تفعل الدول الكبرى، واكتفت بالقول ان سيطرة "حزب الله"هو السبب الرئيس لعدم التغيير في لبنان. وهذا في تفسير الرياض يعني ان التحالفات السياسية الداخلية والخارجية للسلطة المتحكمة هي التي كبلت الحيوية اللبنانية الداخلية ورسخت المحسوبية وغطت الفساد وهي التي قوضت علاقات لبنان مع محيطه العربي وشركائه الدوليين. وبالفعل نجحت رهانات الرياض القائلة إن اي وجود إيراني في اي بلد عربي هو سبب لفشله السياسي والامني والتنموي.
ان الرياض التي تعتز بتجربتها التنموية بأبعادها الاقتصادية والسياسية ( والاجتماعية مؤخرآ ) لا ترى في التجربة الإيرانية المعتمدة على تصدير النموذج الميليشيوي العنيف سوى رمز للفشل في العلاقة مع شعوب المنطقة .
وهي لا تنوي بأي حال من الاحوال محاكاة النموذج الإيراني الذي يتظلل بمقاومة اسرائيل وممانعتها لكنه يستخدم القوة الصلبة ضدالشعوب العربية أكثر من استخدامها ضد اسرائيل.
والمملكة متأكدة من أن المشروع الايراني في العراق وسوريا ولبنان الى غروب، لانه لا يتمتع بالشعبية ( وان تلطى بشيء من رداء الشرعية الممزق ) فهو لا يعتني بمتطلبات الناس وحاجاتهم بل يلبي طموحات الساسة وغرائزهم، وهي - اي ايران - تمول وتغطي شراهة السياسيين ضد رغبات الشعوب. وهذه وصفة تقود الى الانهيار، ولذا فان الدولة التي تسيطر عليها ايران هي دول شبه فاشلة ان لم تكن فاشلة تماماً،لا في تلبية خدمات الناس بل حتى في تحقيق أدنى مقومات الامن والاستقرار والوحدة الوطنية.
صحيح ان ميراث الطائفية والمحاصصة في لبنان سابق للعهد الايراني لكن لولا الهيمنة الايرانية
ربما كان يمكن أن يقلص التنفيذ الشامل لاتفاق الطائف الصيغة الطائفية الفاقعة للسلطة اللبنانية الذي وفر الحماية له في السنوات الاخيرة "حزب الله" صاحب القوة الصلبة في لبنان. والحزب مسؤول بالتأكيد عن عدم تطوير النظام السياسي بسبب شبكة المصالح التي كرسها وشركاؤه في السلطة السياسية.
لذا فان المملكة تحمل الحزب وحلفاءه المآلات التي وصل إليها الشعب اللبناني .. وهي تنظر الى تمترس الحزب وحلفائه وراء مواقفهم القديمة سبباً لنكبة الشعب اللبناني، لكن في نفس الوقت مسمار في نعش المشروع الايراني القائم على فرض القوة دون اي اعتبار لطموحات الشعوب العربية في العيش الكريم.
المملكة وهي تراقب ذلك لا ترى من مصلحتها ولا مصلحة الشعب اللبناني أيضاً انقاذ المشروع الايراني الفاشل في لبنان والقائم على تغطية الفساد ودوزنة مصالح السياسيين الفاسدين. وبالتالي ترى أن نظرتها للوضع اللبناني تتقاطع مع الموقف الاميركي اكثر منه الموقف الفرنسي المجامل لمصالح ايران في لبنان حسب الفهم السعودي. لكنها ترى ان باريس اذا نجحت في دفع تسوية لبنانية تحقق مطالب الشعب من خلال حكومة متحررة من شروط السياسيين وألاعيبهم وقادرة على إنتاج مشروع اصلاحي قابل للتنفيذ ( مهما كان اسمها ؛تكنوقراط او تكنوسياسية ) فلا مناص من التفاعل معها لانقاذ لبنان من التدهور الى هاوية سحيقة .
الرد الإيراني على "حافة الهاوية"
نصر الله وحزبه خسر الحرب قبل ان يخوضها
أطوار سطوع النور، وبزوغ شمس الحرية
خطاب المستقبل في قمة المستقبل
خطاب المستقبل في قمة المستقبل
اليوم الوطني السعودي: مسيرة نهضة شاملة لوطن طموح