الخميس 18 ابريل 2024
الرئيسية - كتابات - سامي غالب يكتب.. رحم الله عبدالقادر باجمال
سامي غالب يكتب.. رحم الله عبدالقادر باجمال
الساعة 04:41 مساءً (بوابتي)

رحم الله عبدالقادر باجمال... كان احد رموز مرحلة ما بعد حرب 1994. أراده الرئيس السابق أداة تعويضية عن الفراغ السياسي الكبير الناجم عن إقصاء الحزب الاشتراكي (شريكه في صنع حدث 22 مايو 1990) وقد أخفق.

   هو النقيض الموضوعي لشخصيات حضرمية رفيعة المكانة فشل صالح في استيعابها في دولة ما بعد حرب 1994 مثل الراحلين الكبيرين فيصل بن شملان وفرج بن غانم اللذين استقالا تباعا من الوزارة ورئاسة الحكومة.



    الراحل عبدالقادر باجمال لم يكن "الشيطان". وما من شك في أنه، كإنسان، تمتع بسمات شخصية جاذبة إذ كان لطيفا ودودا مضيافا. لكنه ايضا رجل سياسة وصاحب سلطة، وهذا بالضبط ما يهم ملايين اليمنيين؛ سلوكه كشخصية عامة في المواقع الحكومية والحزبية التي شغلها، وفي هذا فليتنافس المتنافسون!

     يصعب انسانيا واخلاقيا الانتقاص في مقام الموت من شخصية سياسية لعبت أدوارا كارثية في اليمن؛ تسلقت الى اعلى الهرم الإداري والسياسي بنفاق الحاكم وبخرائب الحرب. سوغت للفساد وبررت للحرب الأهلية الكبرى والحروب الأهلية المصغرة اللاحقة.

      بالمثل يصعب تقبل هذا الاستهتار، من قبل بعض الكتاب والاعلاميين والمدونين، بمشاعر اليمنيين عبر تمجيد رجال لعبوا أدوارا سلبية في العقود الأخيرة، واسهمت حركاتهم البهلوانية عبر العهود (والرؤساء) وولائهم العميق لمن يقيم في القصر، أيا كان، في سوق اليمن إلى الدرك الأسفل من الفشل والتشظي واستشراء قيم "الفهلوة" وتفشي اللنزعات المناطقية.

    لنودع موتانا إلى دار البقاء (والحساب) بسلام وهدوء.

 


آخر الأخبار