الاثنين 21 ابريل 2025
الرئيسية - كتابات - الإرهاب المتربص باليمن
الإرهاب المتربص باليمن
علي ناجي الرعوي
الساعة 06:15 صباحاً



ابتي كتابات

علي ناجي الرعوي

    رغم الإخفاقات العديدة التي منيت بها عناصر التطرف والإرهاب في العديد من بلدان المنطقة والضربات الموجعة التي تعرض لها تنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى على يد الأجهزة الأمنية السعودية التي ألحقت دماراً كبيراً في البنية التحتية لهذا الفكر الجهنمي والأسود بسقوط الكثير من قياداته في المواجهات مع تلك الأجهزة التي نجحت إلى حد كبير في تجفيف منابع الإرهاب والتطرف عبر العديد من الوسائل الناجعة، مع ذلك فقد ظلت منابت ثقافة التعصب والتشدد على خواء ما تحمله من سعار العصبويات الجاهلية تعمل على إعادة إنتاج نفسها في المناطق الرخوة أو المضطربة لتعويض هزائمها وانكساراتها المتكررة ولم تجد على طول وعرض جزيرة العرب ساحة تتميز بذلك التوصيف الهش والرخو غير اليمن الذي يعد بمثابة (الرجل المريض) في هذه المنطقة الذي فشلت كل المحاولات لإخراجه من هذا الواقع البائس الذي طالما انعكس بتأثيراته السلبية على محيطه وجواره في الإقليم. وليس صعباً أن نلاحظ أن العديد من خلايا التطرف والإرهاب كالقاعدة وأنصار الشريعة وداعش قد وجدت في الجغرافيا اليمنية المضطربة منذ عقود بفعل ضعف الدولة والصراعات على السلطة والحروب المتلاحقة في هذا البلد الملاذ الآمن لاستقطاب تيارات جديدة من الشباب إلى صفوفها وعلى النحو الذي فشلت معه كل حروب (الدرون) التي خاضتها طائرات بلا طيار الأميركية من كسر شوكة تلك التنظيمات الإرهابية على مدى السنوات الماضية إلى درجة أيقنت معها واشنطن أن خيار المواجهة العسكرية من الجو لا يحقق النتائج المرجوة وفي المقابل فان الدخول في معركة مباشرة في الميدان مع تلك التنظيمات الإرهابية تمثل مغامرة غير محسوبة ومرتفعة الكلفة وفي نفس الوقت فإن خيار الانكفاء على هذا التوالد الإرهابي غير مأمون العواقب ومع ذلك فقد جاءت المتغيرات والتطورات التي شهدتها اليمن منذ سيطرة جماعة الحوثيين على العاصمة صنعاء واستحواذها على مؤسسات الدولة كنقطة ارتكاز للفراغ الذي استغلته التنظيمات الإرهابية لإعادة التموضع في اليمن بشكل أقوى مما كان عليه من قبل. لقد مثلت الأحداث الأخيرة في اليمن منذ سيطرة الحوثيين على البلاد واندلاع الصراع بين هذه الجماعة والقوى المتحالفة معها من جانب والأطراف المؤيدة للسلطة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي ، من جانب آخر دافعاً لتنظيمي القاعدة وداعش بل وكل عناصر التطرف الديني للاحتشاد والتمدد في عدة مناطق تحت أعين الحوثيين والقوى الأخرى وهو ما يعد من أكبر النكسات ومقدمات الخراب القادم على اليمن بما يحمل ذلك التمدد للتنظيمات الإرهابية من خطر على أمن واستقرار اليمن والمنطقة وإدراكاً لهذا الخطر فقد جاءت خطوة الرئيس هادي بتشكيل قوة جديدة لمواجهة التنظيمات الإرهابية لتعكس حرصاً على عدم تكرار الأخطاء التي فاجأت السلطة بصعود الحوثيين الذين ظلوا ينتظرون فرصة سانحة لفرض أنفسهم بديلاً عن تلك السلطة حتى حانت لهم وكانت أفضل هدية منحت لهم هو مشروع رفع سعر الدعم على الوقود والذي مثل القشة لهدم أركان الدولة اليمنية لتصل اليمن إلى هذا الجحيم الذي يحمل كل تناقضات التاريخ والواقع معاً. صحيح ان اليمن فشل في حربه على الإرهاب والقاعدة وفشل في مواجهة الجماعات المسلحة وفشل أيضا في إنجاز استحقاقات عملية الانتقال السياسي واتجه بعد ذلك الفشل إلى القفز على مخرجات الحوار إلا أنه ومع كل هذا الفشل فلا ينبغي أن يترك يغرق في ساحات الفوضى ومساحات الفراغ التي يتولد عنها نماذج متطورة من التطرف والإرهاب الذي لا وطن له ولا جنسية ولا دين ولا ضمير

آخر الأخبار