الخميس 25 ابريل 2024
الرئيسية - تقارير وحوارات - بريد كلينتون يفضح قطر والإخوان والدعم السري الأمريكي للربيع العربي
بريد كلينتون يفضح قطر والإخوان والدعم السري الأمريكي للربيع العربي
الساعة 09:49 مساءً (متابعات)

 

فضحت الإيميلات المسربة من وزارة الخارجية الأمريكية لمرشحة الرئاسة السابقة، هيلاري كلينتون، علاقات الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة باراك أوباما بقطر وجماعة الإخوان، والدعم السري للربيع العربي، والضلوع في عدد كبير من المؤامرات والعلاقات المشبوهة.



وتضمنت رسائل البريد الخاص الذي كانت تستخدمه هيلاري، أسرارا وتفاصيل تكشف مخططات إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لنشر الفوضى في منطقة الشرق الأوسط، بخلاف كشفها عن الدور القطري المشبوه في إشعال الأزمات في دول وبلدان المنطقة.

وجاء الكشف عن البريد الالكتروني بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أخيرا رفع السرية عن جميع الوثائق المتعلقة بالتحقيقات الفيدرالية في استخدام هيلاري جهازا خادما خاصا لرسائل البريد الالكتروني الحكومية.

 

قناة إخوانية

أظهر أحد الإيميلات المسربة عن وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، والمؤرخ في سبتمبر 2012، عن تعاون قطري مع تنظيم الإخوان، لإنشاء قناة إعلامية باستثمارات تبلغ 100 مليون دولار.

وجاء المشروع «حسب الإيميل» بعد أن اشتكت جماعة الإخوان من ضعف مؤسساتها الإعلامية مقارنة بالمؤسسات الإعلامية الأخرى، واشترطت الجماعة على قطر أن يتولى القيادي الإخواني خيرت الشاطر إدارة القناة، وأن يكون مشرفا مباشرا على المؤسسة التي ستمولها الدوحة برأس مال مبدئي 100 مليون دولار، وسوف تكون البداية قناة إخبارية مع صحيفة مستقلة تدعم الإخوان، إلا أن الإيميل لم يتحدث عن مصير المشروع وتفاصيله النهائية وما آل إليه لاحقا.

 

دعم مرسي

 

وفي صدارة الملفات التي كشفت عنها الوثائق الأمريكية، محادثات جرت بين هيلاري كلينتون ومحمد مرسي، عرضت خلالها «مساعدة سرية» لتحديث وإصلاح جهاز الشرطة بزعم خدمة «الأسس والمعايير الديمقراطية»، وتضمنت تلك الخطة إرسال فريق من الشرطة الأمريكية وخبراء أمن إلى مصر.

وتحدثت الوثائق عن دعم الإدارة الأمريكية لجماعة الإخوان الإرهابية، ومساعدتهم للوصول إلى الحكم عام 2012، وأن كلي نتون عدّت فوز محمد مرسي بالانتخابات خطوة نحو تحقيق الديمقراطية على حد زعمها، كما كشفت تفاصيل لقاء عقد بينها وبين الرئيس المعزول في 14 يوليو 2012، وقالت خلاله «نحن نقف خلف انتقال مصر نحو الديمقراطية، وأن السبيل الوحيد للحفاظ على مصر قوية هو تحقيق انتقال ناجح نحو الديمقراطية».

 

العلاقات مع إيران

ولفتت الوثائق إلى أن لقاء كلينتون ومرسي في ذلك الحين كان لتقديم التهنئة على فوز الأخير في الانتخابات الرئاسية، وعرض الدعم الأمريكي لحكومته، والذي تضمن نقل خبرة تقنية ومساعدات من الحكومة الأمريكية والقطاع الخاص لدعم برامجه الاقتصادية والاجتماعية المفترضة.

واستعرضت الوثائق الأمريكية تفاصيل عرض كلينتون إطلاق صندوق مصري ـ أمريكي للشركات، بالاشتراك مع القطاع الخاص في البلدين، لمساعدة الأعمال والمشاريع المصرية، مشيرة إلى أنه كان مقررا إطلاق الصندوق بمساهمة أولية قدرها 60 مليون دولار، ثم ضخ 300 مليون دولار آخرى كمساعدات من الكونجرس الأمريكي على مدار 5 سنوات، وهو الصندوق الذي تم تأسيسه بالفعل في سبتمبر 2012، دون أن يتم حينها الكشف عن تفاصيله. وتحدثت الوثائق عن خطاب أرسله توماس نيدز، نائب كلينتون، بتاريخ 24 سبتمبر 2012 إلى محمد مرسي، للمطالبة بالتنسيق و»المزيد من التعاون» في قضايا إقليمية ومن بينها الحرب الدائرة في سوريا، وكذلك العلاقات مع إيران.

 

علاقة مشبوهة

وارتبطت هيلاري كلينتون بقناة «الجزيرة»، حيث تشير الإيميلات المسربة إلى استغلالها في نشر الفوضى بمنطقة الشرق الأوسط.

ووفق ما ورد في البريد الالكتروني فإن هيلاري زارت قناة «الجزيرة» في مايو 2010، واجتمعت مع مدير الشبكة وضاح خنفر، وتلا ذلك لقاء مع أعضاء مجلس إدارة القناة، حيث تمت مناقشة زيارة وفد منها إلى واشنطن في منتصف مايو من العام نفسه، وتوّجت هذه الاجتماعات بلقاء مع رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم آل ثاني.

وفي رسالة أخرى طالبت هيلاري قطر بتمويل ما سمي بثورات الربيع العربي عبر صندوق مخصص لمؤسسة كلينتون

 

مواعيد السينما

وأسهم قرار الرئيس الأمريكي في رفع السرية عن 35,575 إيميلا، تتنوع بين دعوات وجداول، وتظهر بعض المخاطبات دعوات لعشاء، وتبادل الأخبار من مختلف الوكلات حول أحداث معينة، وبدا في إحدى الرسائل الاهتمام بمقالة في مجلة الأنتلانتك عن الجهود الصينية للرقابة على الأخبار المصرية، وأشارت المخاطبات إلى اهتمام إدارة أوباما بالتدخل في شؤون الدول الأخرى. وأثار استخدام هيلاري لبريد خاص يسهل اختراقه الكثير من الجدل في وسائل الإعلام الأمريكية.

وبات من الواضح أن كلينتون امرأة مشغولة، لكنها تحاول تخصيص بعض الوقت للاسترخاء أمام التلفزيون، وفي رسالة بريد الكتروني في يناير 2010 إلى مونيكا هانلي، إحدى مساعديها في ذلك الوقت، طلبت مواعيد عرض فيلمين سينمائيين.

وتبدو معظم رسائل البريد الالكتروني وكأنها أحاديث مكتبية روتينية، جداول وإعادة توجيه متكرر للمقالات الإخبارية، لكن البعض يقدم لمحة عن هوية كلينتون، بما في ذلك صراعها مع التكنولوجيا والتمتع بالدراما السياسية.

 

محاولة اغتيال

ويتناول أحد الإيميلات محاولة اغتيال السفير السعودي آنذاك في الولايات المتحدة، وأشاروا في الخطاب إلى أن إيران ترى نفسها القوة المهيمنة في الشرق الأوسط، وبات واضحا من الإيميلات الاتهام الأمريكي لطهران بأنها وراء المحاولة.

وتظهر المراسلات تشاس فريمان، السفير السابق في السعودية، الذي ألقى خطابا عاما تضمن عددا من الأمور منها، أن جامعة الملك عبدالله الجديدة (كاوست) مبادرة مهمة. وأكد في الخطاب أنه يجب على الولايات المتحدة بذل جهد مكثف لإعادة العلاقة مع السعودية، وصياغة استراتيجية مشتركة لمكافحة الإرهاب.

وأشار في خطاب آخر إلى أن الأجواء في الشرق الأوسط متوترة، بسبب فشل أوباما في متابعة خطابه في القاهرة ورفض نتنياهو وغيرها من الأخبار.

 

تدخلات إقليمية

وأظهرت المراسلات تدخل إدارة أوباما في بعض الأمور الداخلية، وظهر في الخطابات الاهتمام بالحركة الإسلامية في ليبيا، والتدخل يبدو جليا في الوصول لمصادر في الجيش المصري من أجل معرفة التوجهات والتحركات حينها، وتظهر الخطابات كذلك عددا من المحاولات للقاء بمجموعة من رؤساء أو وزراء العالم للتحدث ومعرفة الوضع الراهن.

وظهرت في إحدى المراسلات متابعة أخبار الاقتصاد المصري، وبدا الاهتمام في متابعة الاهتمامات المصرية من خلال إرسال نتائج استبيان للرأي العام، وأظهرت الخطابات اهتماما بما يجري في الشارع الروسي من حيث المظاهرات والانتخابات.

 

رفع السرية

وقد أعلن الرئيس الأميركي هذا الشهر على تويتر رفع السرية عن رسائل هيلاري، حيث كتب على تويتر «لقد أذنت برفع السرية تماما عن جميع الوثائق المتعلقة بأكبر جريمة سياسية في التاريخ الأميركي، خدعة روسيا، وبالمثل فضيحة البريد الالكتروني الخاص بهيلاري كلينتون. لا تنقيح».

وشدد وزير الخارجية مايك بومبيو على أنه سيتم تعقب ونشر المعلومات المتعلقة بعشرات الآلاف من رسائل البريد الالكتروني التي أرسلتها وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، واستلمتها عبر خادم بريد الكتروني خاص أثناء وجودها في منصبه، بعد يوم من انتقاد الرئيس دونالد ترمب بومبيو لعدم قيامه بذلك.

في مقابلة مع قناة فوكس نيوز قال بومبيو «لدينا رسائل البريد الالكتروني، ونحن نخرجها». وأضاف «سنخرج كل هذه المعلومات حتى يتمكن الشعب الأمريكي من رؤيتها».

*البيان الإماراتية

 

 


آخر الأخبار