الاثنين 21 ابريل 2025
الرئيسية - كتابات - الحوثيون والمتاجرة بالكذب
الحوثيون والمتاجرة بالكذب
ناصر-الحزيمي
الساعة 02:43 مساءً



lass="author">ناصر الحزيمي

    في فترة من فترات الزمن كان الكذب في الحروب أمرا شائعا ومنتشرا كما كان يحدث في الحرب العالمية الأولى وبعدها الحرب العالمية الثانية، وما كان يحاول أن يسوقه إعلام غوبلز فيها من أكاذيب. ما اريد قوله ان الكذب والشائعة كانا أسلحة بيد المتخاصمين في الحروب وأماكن الصراع كان ذلك في زمن يستعمل به الحمام الزاجل الى الحرب العالمية الأولى اذ كان المتقاتلون يحملون معهم أقفاص الحمام الزاجل كعامل سريع لإيصال اخبار الجبهة..
من المبادئ التي بنيت عليها حركة الولي الفقيه مبدأ تصدير الثورة الى العالم عموما والى العالم الإسلامي على وجه الخصوص ولأن هذا المبدأ عصي على عناصر الحرس الثوري
هذه صورة مما كان يحدث في تلك الفترة وكان الكذب والمبالغة أمرا واردا جدا في تلك الفترة لأنهما اسلحة فعالة لغياب المعلومة الصحيحة والصادقة أما في عصرنا الحاضر ومع انتشار ادوات الاتصال والتواصل الاجتماعي فإن مهمة الكذب والمبالغة اصبحت محدودة وغير فعالة في نقل الصورة والحدث.. ففي يد الكبير والصغير جهاز نقال يحمله في جيبه الصغرى يصور به ما يحدث ويرسل هذه الصور في نفس اللحظة والتو الى من يتواصل معه.. لم يعد هناك ما يمكن إخفاؤه في حياة الإنسان العامة والخاصة. وفي مثل هذا الزمن يأتي من يكذب ويكذب ويكذب مستحضرا زمن اقفاص الحمام الزاجل وأعني هنا الحوثيين ومن حرضهم من الفرس الصفويين ففي الوقت الذي يجلس فيه جميع أطياف الحراك اليمني مع الحوثيين في بداية الأزمة اليمنية وقبل بداية عاصفة الحزم المباركة بمدة كان الحوثيون يعدون ويوقعون على اتفاق السلم والشراكة والاتفاق الأمني الملحق به، وعلى الأرض كانوا يتمددون ويختطفون صفوة رجال اليمن من مثقفين وصحفيين وأساتذة جامعات.. العقل التنويري في اليمن وهذه الفئة هم أشد الفئات التي كانت تحارب الحوثي وافكاره الظلامية والمتخلفة فبدأ بهم لخنق صوت العقلانية والحكمة وكأن عبدالملك الحوثي يسعى لتفصيل شعب يمني على مقاس افكاره المتخلفة فهو يفضل شعبا أميا تابعا له على شعب مثقف حكيم يغلب مصلحة الوطن عموما على المصالح القبلية والإقليمية والفئوية.. في نفس هذا الوقت الذي جلس فيه الحوثي للحوار مع أطياف التيارات السياسية للخروج باليمن الى بر الأمان كان الحوثي يكذب في هذه المشاركة ويتمدد على الأرض، ويعمل على السيطرة على مفاصل الدولة اليمنية وفي هذه الأيام واثناء ما كان التحالف العربي المبارك يسير بخطى واثقة ومدروسة نحو تحرير اليمن من براثن الحوثي واعوانه المتلونين ومن استقوى بهم من الفرس لا زال الحوثي يكذب في جميع مساعيه للسلم وانتصاراته المزعومة في الحرب. إيران وتصدير الأزمات من المبادئ التي بنيت عليها حركة الولي الفقيه مبدأ تصدير الثورة الى العالم عموما والى العالم الإسلامي على وجه الخصوص ولأن هذا المبدأ عصي على عناصر الحرس الثوري ذراع الولي الفقيه العسكرية كيفوا ممارسات تصدير الأزمة مع مفاهيم تصدير الثورة لأن الجانب الأيدلوجي لا يسعفهم كقوة فعالة تخدم الأطماع الفارسية على الأرض لهذا توجه الحرس الثوري نحو تصدير الأزمة فهم يخططون لكل أزمة على حدة، وتتمثل في تسهيل وصول السلاح الى فصائل راديكالية في كل مكان من العالم وإن اختلفوا معهم عقائديا مثل داعش وبوكو حرام والقاعدة إذ إن الخلاف العقائدي لم يعد مانعا أو رادعا للاتفاق على مبدأ صنع الأزمة في مكان ما، ومن الأماكن المفضلة لدى الحرس الثوري لصنع ازمة فيه وتصديرها له منطقة الحرمين الشريفين لما تتميز به من وجود جموع من المسلمين من جميع أنحاء العالم الإسلامي وما يصاحب ذلك من زخم اعلامي فكم من مرة ضبط مع حجاج فرس متفجرات وأسلحة ومنشورات، وكم من مرة فجروا وقتلوا وهل ننسى تفجيرات نفق المعيصم.. ألم يقم بذلك عناصر من حزب الله الذراع العسكرية الراديكالية المؤمنة بولاية الفقيه والمقلدة له وأعني هنا الخميني سابقا، والخامنئي حاليا وبعد كل ذلك يأتي الولي الفقيه لكي يكذب ويصرح بأقاويل باطلة ومضللة؟! الأقربون أولى بالقتل نعم هذا هو الشعار الذي ترفعه داعش الضالة والمضلة إذ لم يعد للرحم التي حث الإسلام على وصلها أي دور لمنع التعدي على الأقرباء من آباء وامهات وإخوان وأبناء عمومة أو غيرهم من أقرباء يرتبطون بصلة الدم وشواهد ذلك كثيرة ومتعددة والغريب هنا أن من يقوم بذلك لا يتمتع بأي تحصيل علمي بل يكاد أن يكون جاهلا بأحكام الشريعة وتعاليمها فيشحنون ضد دولتهم وأقربائهم لكي يمارسوا التصفيات الجسدية ضد أهليهم وأقربائهم الآمنين. وأنا اسأل هنا هل من الدين والإسلام السمح استهداف مكتسبات الأمة ومنجزاتها، وهل من الدين الحنيف السمح قتل الأقرباء؟ نحتاج الى دور أكثر فاعلية للأسرة والمجتمع، ونحتاج الى متابعة مستدامة للأسرة تصاحبها برامج توعية وتوجيه نحو معرفةٍ أدق بأبنائنا وأفكارهم وتطلعاتهم.

آخر الأخبار