الخميس 28 مارس 2024
الرئيسية - تقارير وحوارات - "خضروا شوارعنا وسودوا عيشتنا يا رسول الله" ..ناشطون يعلقون على احتفال الحوثي بالمولد النبوي
"خضروا شوارعنا وسودوا عيشتنا يا رسول الله" ..ناشطون يعلقون على احتفال الحوثي بالمولد النبوي
الساعة 01:31 مساءً (بوابتي)

 

في الوقت الذي يتضرر فيه المواطن اليمني جوعا بفعل الحرب في اليمن وانقطاع الرواتب، تنفق مليشيا الحوثي 55 مليار ريال للاحتفال بالمولد النبوي في استعراض سياسي مستفز للملايين من اليمنيين الذين لا يجدون لقمة عيش.  



ونقل موقع "الزعيم نيوز" عن مصادر رسمية قولها، إن جماعة الحوثي وجهت وزارة المالية الخاضعة لسيطرتها بصرف800 مليون ريال لتغطية تكاليف الاحتفال الذي أقامته المليشيا يوم الخميس، في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها، فيما بقية المبلغ تم جمعه بفرض الإتاوات على صغار التجار وجمع التبرعات من رجال الأعمال.

وذكرت المصادر، أن عناصر الميليشيات فرضوا على ملاك الشركات والمؤسسات والمدارس والمشافي والمطاعم والبنوك تعليق الشعارات التي تمجد الجماعة وتزيين الشوارع أمام المحال والمنازل بقطع القماش الأخضر والأضواء الخضراء.

وكانت مصادر في صنعاء أكدت أن حملة الجماعة للجباية القسرية تمكنت خلال أسبوع فقط من جمع 300 مليون ريال (نحو نصف مليون دولار) للإنفاق على الاحتفالات التي يقيمها قادتها وتمويل المجهود الحربي تحت غطاء الاحتفال بالمناسبة الدينية.

واستنزفت مليشيا الحوثي من البنك المركزي في صنعاء 2.5 مليار دولار من الاحتياطي الأجنبي منذ بداية الحرب، لتمويل حروبها وتغطية التزامات إضافية خارج موازنة البلاد، منها تكلفة 40 ألف مقاتل في صفوفها تسميهم "المجاهدين"، واعتمدت لهم رواتب شهرية ومكافآت.

 

انتقادات لاذعة

الطريقة التي سلكها الحوثيون في الاحتفال بالمولد النبوي لاقت انتقادات كثيرة من قبل عدد من الكتاب والمثقفين، وكذلك الناشطين السياسيين.

"خضروا شوارعنا وسودوا عيشتنا يا رسول الله"، هكذا علق الكثير من اليمنيين في وسائل التواصل الاجتماعي على احتفالات الحوثيين بالمولد النبوي بعد أن طغى اللون الأخضر معظم شوارع العاصمة صنعاء ومظاهر الزينة التي تقدر تكاليفها بملايين الريالات، فيما لم تلتزم مليشيا الحوثي بصرف نصف الراتب الذي كانت قد وعدت بصرفه كل شهرين.

 

خضروا البنك من الخارج ويبسوه من الداخل

فيما علق ناشطون آخرون على الزينة الخضراء التي كست البنك المركزي في العاصمة صنعاء بالقول: خضروه من الخارج ويبسوه من الداخل.

ويعيش معظم الموظفين الحكوميين في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي بدون مرتبات، منذ أكثر من خمس سنوات، وسط مطالب أممية بضرورة حل ملف المرتبات لتخفيف مأساة الظروف الإنسانية للسكان.

وانتهج الحوثيون منذ سيطرتهم على صنعاء سياسة طرد الموظفين وقطع الراتب عن معارضيهم واستبدالهم بعناصرهم والمواليين لهم، الأمر الذي أدخل أكثر من مليون موظف حكومي في دائرة الحاجة والجوع.

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، قال في وقت سابق إن جماعة الحوثي سحبت الأموال المخصصة لرواتب الموظفين التي تم تحصيلها من عائدات ميناء الحديدة، غربي البلاد.

وذكر غريفيث: "للأسف، توقفت تلك الترتيبات في الوقت الحالي بعد قيام أنصار الله (الحوثيين) بسحب الأموال التي تم جمعها، بشكل أحادي"، دون ذكر حجم المبلغ.

وفي 18 مايو/ أيار الماضي، قالت الحكومة اليمنية إن جماعة الحوثي قامت بنهب الإيرادات من رسوم استيراد المشتقات النفطية من الحساب الخاص في البنك المركزي بمدينة الحديدة، التي تصل لأكثر من 35 مليار ريال (58 مليون دولار)، المخصصة لصرف مرتبات موظفي الخدمة المدنية.

ويرى محللون يمنيون أن قطع الراتب والطرد من الوظيفة العامة سياسة عقاب جماعي ترتكبها المليشيا الحوثية بحق الشعب اليمني، حيث بات الاحتقان الشعبي والغضب المكبوت يعتمل بشكل متزايد في صفوف الموظفين والعاملين بالمؤسسات الحكومية، وينذر بثورة جياع عارمة ضد مليشيا الانقلاب الحوثية، التي تحكم سطوتها بالقوة على مفاصل الدولة، وتجابه أي تحركات شعبية بالرصاص، في وقت تواصل فيه سياسة الملاحقة والاعتقال والقتل خارج القانون، لأي شخص يشتبه بأنه يناوئ الانقلاب أو يؤيد السلطة الشرعية.


آخر الأخبار