آخر الأخبار


الاثنين 21 ابريل 2025
محمد عبدالله القادري
اثار موقف مجلس الامن الدولي الذي اعلن فيه اعادة النظر في العقوبات التي اتخذها سابقاً ضد العميد والسفير احمد علي عبدالله صالح قائد الحرس الجمهوري اليمني السابق وسفير اليمن حالياً لدى دولة الامارات العربية المتحدة ، أثار هذا الموقف العديد من التساؤلات حول نتائج التوقعات الناتجة عن الاعلان المبهم لمجلس الامن حول تلك العقوبات ، بينما سلط العديد من الاشارات نحو طبيعة الحل الذي يتناسب مع طبيعة المعركة في اليمن وقد يكون مابين اتجاهين تتمثل بالحل السياسي والحسم العسكري.
في اعتقادي ان الحل السياسي اثناء الحروب والمعارك ليس الا مجرد لعبة شطرنج ، بينما اتخاذ اي خطوة اخرى كالعقوبات وغيرها ليست الا طريقة من طرق تلك اللعبة نفسها ، وهذا ماجعلني اقول ان موقف مجلس الامن الدولي تجاه العقوبات على نجل صالح الذي تزامن في نفس الوقت مع موقف مبعوث الامم المتحدة الذي تحدث عن الحل السياسي في اليمن ، يعتبر لعبة شطرنج ، يتم من خلالها شق صف الخصم وكسب اطراف اخرى إلى الصف ويتم بعد ذلك ادارة المعركة وخوضها بطريقة اخرى تكون نهايتها تحقيق هدف الانتصار بالطريقة المناسبة .
لدي قناعة تامة ان المعركة في اليمن تتطلب إلى حل سياسي وحسم عسكري في آن واحد ، وقد يقول قائل كيف؟ فاقول له ان الحل السياسي يتطلب ان يكون بين هادي وصالح وبين المؤتمر والمؤتمر نفسه فهذا الحل سيكون مناسب وله فوائد كثيرة ، بينما الحسم العسكري يتطلب ان يكون مع الحوثي الذي لاينفع معه الا هذا الحل فقط ولاجدوى من اي حلول اخرى ، وهذا ماسيؤدي إلى شق التحالف الحوثي واضعافه وسهولة القضاء عليه ، وهنا سيكون الحل السياسي عامل كبير من عوامل الحسم العسكري وتحقيق الانتصار المطلوب والقضاء الجذري على المشكلة.
من خلال التساؤلات والتوقعات واصدار الاحكام الاستباقية التي اثارها موقف مجلس الامن حول العقوبات ضد نجل صالح ، سنجد ان انصار حزب الاصلاح قالوا ان اعادة النظر معناها تكثيف العقوبات لأنه وجدت هناك دلائل اخرى اضيفت الى ملف احمد علي صالح ، بينما قال انصار صالح ان اعادة النظر معناها رفع العقوبات التي كان المجلس قد اتخذها في وقت سابق ، ومن خلال اولئك وهؤلاء سننظر إلى المؤشرات التي سلطها ذلك الأمر بصفة شمولية لكي نستطيع ان نرجح كفة اي من الفريقين .
يعتبر موقف مجلس الامن موقف مبهم ولكن هناك مؤشرات من خلال موقف الامم المتحدة ودول التحالف ، وهنا سنجد تزامن ذلك الموقف مع موقف ولد الشيخ الذي تحدث عن الحل السياسي وهذا يعطي مؤشر لرفع العقوبات عن نجل صالح ، ولكن ولد الشيخ في نفس الوقت اعلن عن تجميد المفاوضات في جنيف بين الحكومة اليمنية والحوثي وهذا يعطي مؤشر تكثيف العقوبات على نجل صالح ، ولكن تناقض مبعوث الامم المتحدة في نفس الوقت من خلال الحديث عن الحل السياسي وتجميد المفاوضات في جنيف ينتج عنه مؤشر رفع العقوبات عن نجل صالح من خلال الحل السياسي ، واستخدام الحسم العسكري مع الحوثي من خلال مؤشر تجميد مفاوضات جنيف .
ايضاً تزامن موقف مجلس الامن مع موقف دولة الامارات التي اعلنت فيه تبني تحرير محافظة تعز ودعم وتسليح المقاومة الشعبية في محافظة إب ، وهذا مايعطي مؤشر إلى الوصول إلى صلح تمثل في رفع العقوبات عن نجل صالح الذي يقيم في الامارات وتقف معه بكل قوة ، بينما يعطي هذا الامر مؤشر استخدام الحل السياسي مع نجل صالح واستخدام الحسم العسكري مع الحوثي .
يجب ان لاننسى ان اصدار مجلس الامن لقرار العقوبات على نجل صالح في الفترة الماضية تزامن مع اصدار قرار العقوبات على جماعة الحوثي ، وهنا نتسائل لماذا سيعيد مجلس الامن النظر في العقوبات على نجل صالح ولم يعيد النظر على جماعة الحوثي ؟ وهنا سنستطيع ان نقول ان اعادة النظر معناها رفع العقوبات على نجل صالح واستخدام حل سياسي ، بينما عدم اعادة النظر على جماعة الحوثي معناها بقاء العقوبات واستخدام حسم عسكري.
على الجميع ان يعرف ان صدور قرار عقوبات مجلس الامن في الفترة السابقة ، هو الذي اظهر الخلافات بين هادي وصالح إلى حيز الوجود ، حيث قام صالح اثرها مباشرة باستدعاء اعضاء اللجنة العامة والدائمة لحزب المؤتمر وعقدوا اجتماع اصدروا فيه قرار استبعاد هادي والارياني من الحزب مستدلين بوقوفهم وراء قرار العقوبات بينما القى صالح في ذلك الاجتماع خطاباً شن فيه هجوم على هادي ونجله جلال لأول مرة ... وهذا مايدل ان تلك العقوبات كانت رأس المشكلة بين صالح وهادي ، وقد يكون حل المشكلة يتمثل في رفع تلك العقوبات.
كل المؤشرات تدل على ان هناك "لعبة شطرنج" ، فعلى مستوى الحل السياسي يتم تواجد هادي كرئيس ونجل صالح كوزير ، وايضاً على مستوى حزب المؤتمر يصعد هادي رئيس للحزب ويكون نجل صالح امين عام او في اي مركز قيادي آخر داخل الحزب ، وهنا يتم استخدام الحل السياسي ثم يتم استخدام الحسم العسكري مع الحوثي وتكون لعبة الشطرنج قد تمت بذكاء وقد نجحت على الواقع من خلال استكمال فريقها والتغلب على الفريق الاخر وانتصر فيها التحالف والمقاومة وانهزم فيها ايران والانقلاب وعادت الشرعية وتم الصلح لتحقيق التوازن وتم تحرير اليمن لتحقيق الدولة .
الوضع المعيشي... معركة بقاء في ظل القهر
من وضعهم هناك؟
تعز ، سنة عاشرة مقاومة
الأسئلة السبعة
عشر سنوات من مقاومة مليشيا الضلال