السبت 11 مايو 2024
الرئيسية - ثقافة وفن - حضارة آيلة إلى الزوال
حضارة آيلة إلى الزوال
حضارة آيلة إلى الزوال
الساعة 08:36 مساءً

بوابتي- وكالات

فابيان شايدلر هو كاتب ألماني درس الفلسفة والتاريخ والمسرح، صدر له كتاب “خاووس، عصر الثورات الجديد”، كتابٌ هام بعنوان “نهاية الميغا – آلة”، وقد حاز على إعجاب المفكرين جان زيغلر وفاندانا سيفا ونعوم تشومسكي، الذين اعتبروا أن قراءته ضرورة حتمية.



يقدم الكاتب بأسلوب بديع مفتاحا لفهم الكوارث المناخية والأيكولوجية والوبائية والاقتصادية المعاصرة. وفي رأيه أنه من الخطأ اتهام سابينس، هذا الإنسان اللامبالي والمخطئ على الدوام، فتاريخنا الاجتماعي، هو تاريخ بنى الهيمنة التي ظهرت قبل خمسة آلاف عام، وتعززت منذ خمسة قرون من الرأسمالية، بشكل مدمّر للكرة الأرضية ومستقبل البشرية، بالميغا – آلة.

ولكن تلك القوى وتلك الآلة الرهيبة يمكن هزّها وتعطيل عملها، فالبدائل في رأي الكاتب موجودة، فماذا ينبغي لتغيير السبيل وترك وجهة انتحارية؟ الجواب في هذا الكتاب الممتع، لأن من يعرف تاريخه، يمكن أن يحوّل مجراه.

الفنون وسيلة لدراسة الأديان

 “هل يمكن الحديث عن الديانات في المدرسة” لإيزابيل سان مارتان، صدر قبل مقتل الأستاذ الفرنسي الذي عرض رسوم الكاريكاتير، ولكنه يحمل في طياته أسئلة ما بعد المأساة، وهي الأسئلة التي تعود للظهور إثر كل حادث إرهابي منذ مطلع الألفية، وتتجلى في خطب السياسيين الذين يختلفون حول مفهوم العلمانية وسبل تطبيقه دون الإساءة إلى الأقليات.

وبصرف النظر عن الجدل حول تدريس الحقائق الدينية، يقترح الكاتب قراءة للتقدم الحاصل في مسار الإصلاحات المتتالية للبرامج.

ويطرح الكتاب الكثير من الأسئلة حول ماهية “الحقائق الدينية” ووجه العلمانية في مناقشتها في الفصل المدرسي. كما يتساءل كيف نحترم مبدأ الحياد دون تفادي الموضوع؟ إذا كان التاريخ غالبا في المقدمة، فإنه ثمة دعوة هنا إلى مقاربة تقوم على الفنون، لكونها تسمح بولوج عالم رموز الأديان، بشكل يسمح بإحلالها في الراهن، وتهذيب حساسية النظر.

الطيور والتحذير من الجوائح

من الظواهر الحديثة إشارات التحذير من كوارث أيكولوجية كبيرة، ولكن قيمة التحذيرات لا تحدّد بالتصديق أو التكذيب، ولا بكون الحكومة ناجحة أو فاشلة، بل تحدد بقدرة الإنذار على إثارة الاهتمام لدى من يتلقّونه.

في كتاب “إشارات تحذير” يبين عالم الأنثروبولوجيا فريديريك كيك، استنادا إلى دراسة عن حراس الجوائح في المجتمعات الآسيوية، أن المناطق التي ترسل إشارات تحذير مثل هونغ كونغ وتايوان وسنغافورة، لها علاقات تنافس وتعاون شبيهة بعلاقات الطيور التي تتسابق في التحذير من وجود حيوان أو طير كاسر. وبذلك أوجدت شكلا جديدا من أشكال التضامن الشامل والعدالة الاجتماعية.

ويقترح الكاتب أن نعود إلى ليفي ستروس وأموتز زاهافي وأنّا تسينغ لفهم الظاهرة، وأن نعود أيضا إلى تاريخ الأزمات الصحية الكبرى منذ عشرين عاما، وحتى إلى بعض الروايات والأفلام والمعارض لكونها تساعدنا على التوقّي من الجوائح قبل وقوعها.

 


آخر الأخبار