الخميس 28 مارس 2024
الرئيسية - أخبار اليمن - نجاح زراعة الافوكادو في اليمن
نجاح زراعة الافوكادو في اليمن
الساعة 11:21 صباحاً (حلم أخضر)

تاريخياً، ليست هناك حقول وأراضي عُرفت بزراعة فاكهة الافوكادو في اليمن، لكن ثمة تجارب فردية ناجحة قام بها مختصين ومزارعين على نطاق محدود، تمكنوا فيها خلال العقود الاخيرة؛ من زراعة بذور وشتلات الافوكادو في بعض مناطق البلاد، وأنتجت اشجارهم ثماراً ذات جودة عالية. وهو ما استطعنا التحقق منه في هذا التقرير الذي يستقصي فيه “حلم أخضر” قصة زراعة أول شجرة أفوكادو في اليمن؛ وكيف تم إدخال بذور الأفوكادو الى البلاد.

شجرة الافوكادو في سطور

عُرفت شجرة الأفوكادو قبل أكثر من 8.000 الآلف سنة في المكسيك، ومنها انتشرت زراعتها في جميع أنحاء العالم، وخاصة في المناطق ذات المناخ المداري أو المتوسطي. وتُعرف الأفوكادو بثلاث سلالات أساسيّة، أوّلها: السلالة المكسيكيّة؛ وهي التي تزرع في هضاب المكسيك المرتفعة، والسلالة الثانية هي الجواتماليّة؛ والتي تناسب المناخ الاستوائيّ البارد، وأخيراً السلالة الهنديّة الغربيّة؛ والتي تُناسب المناخ الاستوائيّ الرطب (انظر الجدول: أسفل التقرير).



ووفقاً للمصادر، تعد الأفوكادو Avocado، واسمها العلمي: Persea Americana. أو الزبديّة، شجرة دائمة الخضرة يصل ارتفاعها من 40 إلى 80 قدمًا ولها فروع عديدة. وهي تصنف من أنواع العائلة الغاريّة Lauraceous. أوراقها بيضاوية الشكل، وطولها من 3 إلى 10 بوصات. أما الزهور فهي صغيرة، خضراء، ومثالية (تحتوي على أجزاء من الذكور والإناث).
وتأتي هيئة ثمرة الأفوكادو مستديرة الشكل، أو على شكل كمثرى، أو مستطيلة، وقد يختلف جلد الثمرة في نسيجها ولونها. قد يكون الجلد ناعماً، أو ناعم إلى خشن، ولونها يختلف حسب سلالتها، ويتراوح ما بين الأخضر، والأحمر، والأسود.

من أشجار الافوكادو المزروعة في اليمن في التسعينات، حديقة الدكتور أحمد اليماني إب/ حلم أخضر

ادخال بذور الافوكادو إلى اليمن

قبل 36 سنة، كان الباحث الأكاديمي الدكتور أحمد عبده سيف اليماني، عائداً من الولايات المتحدة الامريكية إلى اليمن، بعد أن أنهى دراسة الماجستير في جامعة نيومكسيكو، وأثناء عودته جلبَ اليماني معه عدداً من بذور الافوكادو، وتحديداً من النوع الذي يزرع في أمريكا اللاتينية.

وعقب عودته لليمن، عين اليماني استاذاً في المعهد الزراعي الذي تأسس في العام 1979 في محافظة إب وسط اليمن، بدعم من الوكالة الامريكية للتنمية. كان اليماني من أوائل المدرسين بالمعهد الزراعي. وفي العام 1989 تم تعيين اليماني وكيلاً للمعهد الزراعي الذي تحول فيما بعد لكلية للزراعة. ونظراً لنشره أبحاث علمية عديدة حصل اليماني على درجة الدكتوراه في العام 2010 بقرار من مجلس جامعة إب.

الدكتور أحمد اليماني، هو أول من أدخل بذور الافوكادو لليمن

تقول القصة أن الدكتور احمد اليماني، وهو الأستاذ المساعد في الإرشاد الزراعي في كلية الزراعة والطب البيطري في جامعة إب، قام في منتصف الثمانينات بزراعة 3 بذور من فاكهة الافوكادو التي جلبها، وتحديداً قام بغرس بذور من صنف Lula (الذي يزرع في شمال المكسيك). وكان الدكتور اليماني قد غرس تلك البذور آنذاك في مزرعة المعهد الزراعي في إب، والتي تحولت لمزرعة كلية الزراعة والطب البيطري في جامعة إب.

آنذاك، لم تكن فكرة الدكتور اليماني، في زراعة بذور الافوكادو بالمعهد، لغرض البحث بشكل رسمي، بقدر ما كان الأمر شغفاً منه في التجربة وحب المعرفة حول ما إذا كانت ستنمو الافوكادو في بيئة إب. لكن النتيجة كانت مدهشة ولافتة للعيان.

وتقول الباحثة الزراعية في كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة اب، إيمان أحمد اليماني، لموقع “حلم أخضر”: «نجحت تلك البذور في الانبات، ووجدت أشجار الافوكادو البيئة المناسبة. وحققت نمواً قوياً وسريعاً ومثيراً للاهتمام، وعندما أزهرت الأشجار واثمرت فاكهة الافوكادو لم تستساغ وكانت ترمى لأنها لم تكن معروفة في اليمن».

حديقة الدكتور اليماني في إب وفيها شجر الافوكادو/ حلم أخضر

وتضيف: «بعد ذلك، تعرضت أشجار الافوكادو للاقتلاع، والعبث من قبل البعض. ورغم كل ذلك أبدت الأشجار مقاومة كبيرة، وقد اثار ذلك الامر اهتمام القائمين على زراعتها، حيث تمت متابعة نموها ومحاولة زراعتها بالعقل ولم تنجح».

اليماني يزرع الافوكادو بحديقة منزله

وتؤكد الباحثة الزراعية إيمان، وهي ابنة الدكتور اليماني، أن والدها، كرر تجربة زراعة الافوكادو مرة أخرى قبل 26 سنة، وقام بزراعة بذور الافوكادو في حديقة منزله في مدينة إب. وكانت البذور من الأشجار التي زرعها في مزرعة الكلية (المعهد الزراعي سابقاً) في العام 1985.

وقالت إيمان: «في العام 1996، زرع الدكتور اليماني البذور في حديقة منزله. ومن هنا بد الاهتمام التجريبي والبحثي على هذه الشجرة، وبعد مرور أربع سنوات على زراعتها، بدأ الإنتاج من 3 أشجار، أعطت كل شجرة ثمار مختلفة في الحجم واللون. غير أن كل الثمار كانت تشترك في الرائحة التي تشبه رائحة الينسون».

وأضافت: «قام الدكتور اليماني بإكثار النبات وتعريف المزارعين على هذه الشجرة محاولاً نشر زراعتها ونشر ثقافة فاكهة الافوكادو».

بذور الافوكادو المزروعة محليا نوع الكيني/ حلم أخضر

الافوكادو يفوز بجائزة الشباب 2010

في 17 يوليو/تموز العام 2010، حصلت الباحثة ايمان اليماني، على جائزة رئيس الجمهورية للشباب للعلوم التطبيقية على مستوى محافظة إب عن بحثها المقدم بعنوان: «ادخال زراعة الافوكادو الى اليمن».

كان هذا البحث عبارة عن فكرة ادخال الافوكادو الى اليمن ومحافظة إب تحديداً، لما لثمارها من أهمية متعددة الفوائد الغذائية والصحية والجمالية والاقتصادية.

وقد قدمت الباحثة إيمان في بحثها، تجارب لإمكانية زراعة الافوكادو في اليمن بما يعود بالفائدة للمزارعين وللمجتمع عامة. وتوصلت من خلال بحثها الى تحديد أهم المناطق التي تناسب البيئة اليمنية، والمتطلبات البيئية اللازمة لزراعتها والوصول الى الجيل الثاني من الافوكادو صنف Lula المكسيكي.

فاكهة افوكادو يمنية من حديقة أحمد اليماني في إب/ الصورة: خليل اليماني

اليماني ينتج العسل من الافوكادو

وتقول إيمان: «من هنا قام الدكتور اليماني على انتاج شتلات الافوكادو من مشتل مزرعة المنزل من الثمار المنتجة الناضجة، وعمل على زراعة بعضها في حديقة المنزل، والبعض الاخر قام بتوزيعه على حدائق جيرانه، وأرسل عدة شتلات لبعض المحافظات لتجريب زراعتها، وقد نمت بشكل ممتاز وتأقلمت مع البيئة التي زرعت فيها، أزهرت شجرة الافوكادو باليمن واثمرت في عمر 3 الى 4 سنوات، بينما في دول أخرى مثل لبنان وفلسطين تزهر وتثمر أشجار الافوكادو حين تصل عمر 5 سنوات».

«اليوم، ينتج الدكتور أحمد اليماني من مزرعة حديقة منزله قرابة 50 كيلو في السنة الواحدة، من 30 شجرة أفوكادو مختلفة الاعمار في مساحة أرض تبلغ 3 قصب. وينتج من الشتلات لمن يرغب في زراعة هذه الأشجار سوآءا كانت زراعتها في المنازل او المزارع الخاصة». قالت إيمان.

وفي 28 فبراير/ شباط الفائت، أعلن الدكتور أحمد اليماني، ولأول مرة في اليمن نجاحه في انتاج العسل من زهرة الافوكادو. وقال الدكتور اليماني: «لأول مرة في اليمن استطعنا انتاج العسل من زهرة الأفوكادو. وما يميز العسل المنتج من زهرة الافوكادو هو لونه الداكن ومذاقة المختلف عن أنواع العسل الأخرى. والإنتاج مازال شخصي وتحت التجربة».

ووفقاً لليماني، تنمو الافوكادو في التربة العميقة جيدة الصرف والمشمسة، ولا تناسبها التربة العميقة الغدقة، والأشجار لا تتحمل جفاف التربة بل يناسبها التربة الخصبة ذات الرطوبة الجيدة، كما تنجح زراعتها في الترب الرملية الطينية، قد تصل مسافة الأشجار الى 12×15 متر وتقل المسافات في الأراضي الفقيرة والاصناف الضعيفة تصل الى 4.5×6 متر.

زراعة الافوكادو في 4 محافظات

طبقاً للدكتور احمد اليماني، نجحت تجربة زراعة شجرة الافوكادو في بعض المحافظات اليمنية، وإن كانت بكميات محدودة، ومن أبرز تلك المناطق: ريف محافظة إب، ومناطق في عتمة، وأجزاء من محافظة ذمار، والعاصمة صنعاء، وفي صعدة شمال البلاد. وبعض المناطق المشابهة لها التي لا تتعدى درجة الحرارة فيها عن 40 درجة مئوية.

لكن زراعة الافوكادو لم تنجح في مناطق الحديدة، ومناطق محافظة تعز، ومناطق أخرى، بسبب ارتفاع درجة الحرارة فيها، وبسبب ظروف مناخية مؤثرة.

 

آخر الأخبار