الجمعة 29 مارس 2024
الرئيسية - طب وصحة - محافظة يمنية تحطم الرقم القياسي في عدد الإصابات بفايروس كورونا والمنظمات تطلق نداء استغاثة عاجل
محافظة يمنية تحطم الرقم القياسي في عدد الإصابات بفايروس كورونا والمنظمات تطلق نداء استغاثة عاجل
الساعة 09:12 مساءً (متابعات)

 

تصاعدت حالات الإصابة والوفاة بفيروس كورونا في مدينة تعز والمناطق المحررة، بشكل كبير خلال الأيام الماضية، وسط انهيار القطاع الصحي في المحافظة، وعجز السلطات في اتخاذ إجراءات عاجلة لدعم المراكز الصحية وتطبيق الإجراءات الاحترازية.



وتصدرت محافظة تعز قائمة الإصابات بالفيروس خلال يومي الخميس والجمعة بـ (53) إصابة، بالإضافة إلى (12) حالة وفاة، طبقاً لتقرير لجنة الطوارئ العليا في وزارة الصحة، في الوقت الذي ترجح فيه مصادر طبية ومحلية أن الإصابات والوفيات بالفيروس أكثر بكثير من الحالات المعلن عنها رسمياً.

وأفادت مصادر طبية أن مركز العزل الوحيد في المستشفى الجمهوري طاقته الاستيعابية للمرضى المصابين بالفيروس بلغت 100% مع استمراره استقبال المزيد من حالات الإصابة بالفيروس.

وأشار المصدر، إلى أن إدارة المستشفى اضطرت إلى توسعة مركز العزل من خلال استقبال الحالات الجدية المصابة في الفيروس في بعض الأقسام الداخلية للمستشفى، بتوجيهات من قبل مكتب الصحة ولجنة الطوارئ في المحافظة.

وأضاف المصدر، أن المحافظ نبيل شمسان، وجه قبل أيام باعتماد عشرين مليون ريال شهرياً، كدعم لمستشفى الجمهوري بالإضافة إلى ميزانيتها السابقة المقدرة بـ 7 مليون ريال شهرياً.

وذكر المصدر، أن محافظ المحافظة منعزل في مقر سكنه داخل استراحة مقر المحافظة المؤقت، وقطع تحركاته ولقاءته مع جميع مسؤولي السلطة المحلية والجهات الصحية، بذريعة الإجراءات الاحترازية، مشيراً إلى أن شمسان أعاد تشكيل لجنة الطوارئ مجدداً، برئاسة وكيل المحافظة عارف جامل، بدلاً من الدكتورة إيلان عبدالحق وكيل المحافظة للشؤون الصحية التي تلزم الحجر المنزلي جراء إصابتها بالفيروس.

وفي أول خطوة للجنة الطوارئ الجديدة في تعز، وجه رئيس اللجنة، عارف جامل، الذي يدير في الوقت ذاته مجلس إدارة صندوق النظافة والتحسين في المحافظة، بعملية رش مياه التعقيم في شارع جمال وسط المدينة وأمام مقر السلطة في مشهد أثار سخرية واسعة، بعد انتشار صور لعملية الرش، في ظل تكدس القمامة بعدد من شوارع المدينة بشكل ملحوظ.

مصادر طبية أشارت، إلى أنه بدلاً من إجراء رش الشوارع بميزانية قد تكون ضخمة، كان يفضل توفير احتياجات مركز العزل الوحيد بالمدينة، وفرض إجراءات حاسمة بفرض حظر للتجوال ولو بشكل جزئي، مع منع تام للتجمعات بإغلاق تام للأسواق والمساجد.

وأطلقت الخميس الفائت، 30 منظمة من منظمات المجتمع المدني الفاعلة في محافظة تعز، نداء استغاثة عاجل للمطالبة بإنقاذ سكان مدينة تعز من جائحة كورونا التي تسببت في وفاة العشرات وإصابة الآلاف من أبناء المحافظة خلال الأيام الماضية.

ودعا بيان مشترك، “منظمة الصحة العالمية، وبعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، ومكتب المبعوث الأممي في اليمن، والصليب الأحمر الدولي، ومنظمة أطباء بلا حدود، وكل المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في المجال الإنساني في اليمن، كذلك القطاع الخاص، إلى إيلاء أقصى درجات الاهتمام بالوضع الإنساني في تعز، والاستجابة السريعة والفورية لإنقاذ حياة السكان هناك، وإدراك مدى صعوبة العمل الفردي أو الأحادي في إنعاش الوضع الصحي، لا سيّما في ظل تفاقم الصراع وتعدد الأزمات في هذه المحافظة”.

وأشار البيان، إلى بعض مقترحات مواجهة كورونا، منها “توفير اختبارات فحص كورونا، وتأمين الأدوية والعلاج والحجر للجميع مجاناً، دون تمييز، وتأمين الأجهزة واللوازم الطبية في جميع مديريات تعز بشكل عادل، بالإضافة إلى توفير حماية للسجناء والموقوفين، من خلال اتباع كل سبل الوقائية لحماية السجون من انتشار الوباء، والضغط لتخفيف أعداد المسجونين من خلال التسريع بإجراءات إخلاء السبيل”.

وقالت صحيفة “الشرق الأوسط”: “في ظل الأوضاع الصحية المتردية التي تشهدها المحافظة، لا سيما مركزها، حيث تسيطر الحكومة الشرعية، دق نحو 25 طبيباً وعاملاً صحياً ناقوس الخطر بسبب ما وصفوه بـ “الوضع الخطر”، الذي يحدق بمواطني وسكان المحافظة جراء استمرار تفشي الفيروس التاجي على نطاق واسع”.

وأضافت في عددها الصادر أمس، “يحذر عدد من العاملين في القطاع الصحي في حديثهم لـ “الشرق الأوسط” من احتمالية فقدان زمام الأمور وخروجها بشكل كلي عن السيطرة نتيجة انتشار الوباء، حيث يتفوق تفشيه على جميع الإمكانات الصحية في المدينة”.

وأشاروا، “إلى أن تعز لا تزال تواجه هذه الجائحة، وهي مجردة من الاستعدادات الطبية اللازمة، خصوصاً أن ذلك يأتي – بحسبهم – بالتوازي مع الانهيار المتسارع لما تبقى من منظومة تعز الصحية، نتيجة شحة الإمكانات ونقص التمويل، والحصار الحوثي المفروض على المدينة”.

ويواجه السكان في المحافظة – بحسب مصادر “الشرق الأوسط” – أكثر من أي يوم مضى كارثتين، الأولى تمثلت بـ “الحوثي”، وما تبعها من حرب وحصار من قبل ميليشياته، والأخرى هي “فيروس كورونا” المتفشي حالياً بمناطق متفرقة من المحافظة.


آخر الأخبار