الأحد 28 ابريل 2024
الرئيسية - أخبار اليمن - "الصوم" كأسلوب حياة مستدام لمعظم اليمنيين في مواجهة الأوضاع المعيشية القاسية
"الصوم" كأسلوب حياة مستدام لمعظم اليمنيين في مواجهة الأوضاع المعيشية القاسية
الساعة 11:11 مساءً (متابعات)

 

بسبب تدهور أوضاعهم المعيشية، بات اليمنيون يصومون طوال العام عن وجبات رئيسية. ويحل شهر رمضان هذا العام، بالتزامن مع ما تتخذه السلطات المعنية في اليمن من إجراءات وقائية احترازية لمواجهة موجة ثانية أكثر حدة من فيروس كورونا.



وأدت عوامل عدة، منها ما أنتجته الحرب، إلى تدهور زراعة اليمن من الحبوب، خصوصاً تلك الأصناف التي ارتبطت بإنتاج عدد من المكونات والمواد الغذائية التي تحتل مساحة بارزة في موائد الأسر اليمنية في رمضان، مثل "اللحوح" الذي ينتج من الدخن أو الذرة الشامية، أو الشعير لصنع اطباق"الشفوت" الوجبة الرئيسية في إفطار اليمنيين.

وأدت مجموعة من العوامل، على رأسها الحرب والفراغ الحكومي وأزمات الوقود، إلى انحسار مُريع في زراعة محاصيل الحبوب التي انخفضت إنتاجيتها بما يقارب 45 بالمائة خلال السنوات الماضية في اليمن.

وبحسب بيانات صادرة عن وزارة الزراعة والريّ، اطلعت عليها "العربي الجديد"، فقد تراجع إنتاج اليمن من محاصيل الحبوب الغذائية مثل القمح والذرة والدخن والشعير خلال سنوات الحرب التي تشهدها البلاد منذ عام 2015، إلى 300 ألف و500 طن في عام 2019، مقارنة بنحو 700 ألف طن عام 2014، فضلاً عن انخفاض المساحة المزروعة بهذه المحاصيل إلى 505 آلاف هكتار من 727 ألف هكتار خلال نفس الفترة.

وتنفذ السلطات اليمنية، في عدن وتعز ومأرب وحضرموت، إجراءات احترازية متتابعة نتيجة ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا بصورة تفوق بكثير قدراتها على التعامل معه.

 وتشمل هذه الإجراءات إغلاق أماكن التجمعات مثل قاعات الأفراح والمناسبات والأسواق والمطاعم، بينما تواصل سلطات صنعاء سياسة الصمت المطبق في التعامل مع تفشي الوباء في العاصمة اليمنية بصورة أكبر بكثير عن الموجة الأولى، وفق مصادر طبية.

ومع اتحاد فيروسات عدة على اليمنيين لا تختلف عن كورونا في أضرارها البالغة على تغذية السكان المتدهورة، نتج عن ذلك، وفق الخبير في مجال التغذية، وليد الفيضي، في حديثه لـ"العربي الجديد" ضعف في القدرات المناعية للمواطنين والتي تلاحظ بشكل أكبر في الموجة الثانية لفيروس كورونا، اضافة إلى ما تمثله التأثيرات المعيشية بسبب الحرب من تهديد لقدرات نسبة كبيرة من اليمنيين في شهر رمضان، وما يرافق الصوم من فقدان الغذاء والسوائل طوال فترات اليوم، مقابل عدم القدرة على التعويض في فترات ما بعد الإفطار.

وفق تقديرات رسمية، فإنّ نحو ثلث الأسر اليمنية تعاني من فجوات في نظمها الغذائية، وتكاد لا تستهلك أيّ أطعمة من البقوليات والخضروات والفاكهة ومنتجات الألبان واللحوم.


آخر الأخبار